نصوص أدبية
عدنان البلداوي: صولة الحرف
لكلِّ حرفٍ، لِسانٌ يروي مَقْصَدَه
ورُبَّ زلّةِ حرفٍ، تُوقِدُ الحَطَبا
*
كم خُطبةٍ شَكَرَ المَسْعورُ مُبْدِعَها
حين استطاع بحلم يخمد الصخبا
*
وإنّ رَجْزا من الأشعار ينشِدُه
على الجواد شُجاعٌ، يُربكُ الرُكَبا
*
للحَرف صَوْلتُه، إنْ حانَ مَوْعِدُها
كالسيف يفْتكُ إنْ صار اللِقا لَهَبا
*
كـ(خَبْط عَشْواء) صاروا حين هاجَمَهم
لِسانُ قافيةٍ، في ضَرْبه العَصَبا
*
و للسِهام، فنونٌ في إصابَتها
كم مِن جَبانٍ، اذا لاحَتْ اليه كَبَا
*
إنْ كان للرمح فَتْكٌ، في انطلاقَتِه
فالحرفُ يَخْلَعُ الْباباً، اذا غَضبا
*
ومَنْ رأى في أداءِ الصّمْتِ مَغْنَمةً
فلْيمْقت الهَذْرَ إنْ أهدى له النّصَبا
*
فالصمْتُ عن قوة، تَبْدو مَعالِمُه
وحِكْمة في التّأني تَرفَعُ الحُجُبا
*
حِصْنُ المروءةِ عن بعْدٍ، له عَبَقٌ
وفي بهائه، يَزْهو الحقُّ مُنْتصِبا
*
مَعالِمُ المَجْد في مِنهاج سِيرتِها
تواضُعٌ دون ضعفٍ يبْلغُ السُحُبا
*
ومَن رعى صِلَةَ الارحام عن كَثَبٍ
حُسْنُ العَواقِب ما أعطى وما وَهَبا
*
في صَفْوَةِ القول أبْعادٌ، لها نَسَغٌ
يُمَوّلُ المعنى والاهدافَ والسَبَبا
*
اشارةُ العيْنِ في طِيبٍ وفي غَضَبٍ
بلا حروفٍ تُجيب القلبَ ما طَلبا
*
تبقى الملامِحُ تحكي ما يُصارُ لها
مهما اللسانُ بتَرنيمٍ له غَلَبا
*
يا سائراً وفْق تقليدٍ يردده
بلا جديدٍ، يصير النصُ مُكْتَئبا
*
نَسْجُ التمَنّي بلا تفعيل يعقبُه
تَراكُمٌ، فيه آهاتٌ بما حُجِبا
*
حُسْنُ النوايا بتَرْسِيم الخُطى هَدَفٌ
صَوْبَ الوِفاق، بحُبٍّ يبني ما وَجَبا
***
(من البسيط)
شعر عدنان عبد النبي البلداوي