نصوص أدبية
سلوى فرح: وطنٌ لا ينتحِرْ
بين هنا وهُناك...
أتَمسَّكُ بجذْعِ شجرةٍ
أبحثُ عن رقَائقِ الشَّمس
عطراً لزهور غربتِي
يَثْملُ أنفاس الكون.
في بلادي يشحُّ العطر
ويُغتصبُ الورد
وتُغتال الطفولة
والبسمةُ في الزنزانة
ودماءٌ ودموع
وحريقٌ يلتهمُ الماء
زمجرةُ رصاص
تقضُّ مضاجعَ أحلامي
جُرحي ما زالَ يتيمْاً
أَحْلمُ بوطنٍ لا ينتحِرُ
هَلْ من وطنٍ يتبنّاني؟
أَين مِنِّي أنت ...؟
وأين أَنا منك؟
أبكيكَ ياسمينةً .... ياسمينةً
أنَا لا أَبْكِي حَنينِي..
بل أَبْكِي
اِنْكسارَ الزَّيزفونِ
على ريق ضِفَافِك
أناجي غفران
الضُّوءِ في عينيك
واختيالَ المَراسي
على رموشك
آهٍ .. شَرايينُك تشتعلُ وَفاءً
آهٍ.. زَهراتُك تَحْترقْ
أسمعُ أَحلامَها المُستَغِيثَة
أَرى دُخانَها كثيفًا
أَتَرقَّبُ انْبعاثَ العَنقاءْ
وشُروقَ الشَّمسِ
لأَملأَ الخوابِيَ من ذهبها
أُعَتِّقُ ياسمينَ الشَّام فيها
كي ترفُلَ نَحلاتُ الحرِّيَّة
على أَجْنحَتها
أبْنِي سُلَّمًا أَخضرَ
مُطرَّزاً بحروفٍ
لا تعرفُ الاِنْتِحار
عُدْ يا زمنَ السُّكَّر أبْكَر
أَحْملُ لصباحَاتِكَ
تحيَّةَ الشَّوقِ والصَّعتَر
***
سلوى فرح - كنـدا