نصوص أدبية
جورج عازار: فَراشةٌ على صَدرِ مِصباحٍ
أنا ضوءُ المِصباحِ
يا فَراشتي
فمن حُدودي لا تقتربي
وعلى مَشارفِ الخَطرِ
أبداً لا تَحُومي
تَعالَي حين أخبو
أو عندما يعتريني وَهَنٌ
أو رُبَّما حينما يراودني النُّعاسُ
أنا على جناحيكِ السَاحرين
خطرٌ
في حُضني جمرٌ ونارٌ
وموتٌ وفناءٌ
رَقَصاتُك تُسيلُ لُعابي
فلا تُكثِري من فنونِ إغرائي
إن دَنَوتِ
أخشى أن تَختلَّ كُلُّ مَوازيني
ويَعتري بوصِلتي النِّسيانُ
لا تُبعثري أدراجَ الرِّياحِ
كُلَّ ابتهالاتي
ولا تَطمَعي في رَباطةِ جَأشي
ولا في بَريقِ أحداقي
أنا لَكِ المَوتُ الزُؤامُ
والبعدُ عني هو الحَياةُ
أنا الأضَّدادُ في دُنيا الخَياراتِ
حلوٌ ومرٌ
عِشقٌ وكُرهٌ
حصيفةً كُوني
فسذاجةٌ أن تُجازفي
في لُعبةِ المغامراتِ
غازلي كُلَّ الزُّهورِ
وارتاحي فوقَ كُلِّ الأغصَانِ
وتُراقَصي أمامَ عتباتِ السُّلطانِ
وداعِبي جَدائِلَ الأميراتِ
في القُصورِ
ولَكِن حَذارِ
أن يُثيرَ غَرائِزُك لَمَعاني
فالدُّخولُ إلى حُجراتي
أَسْرٌ من غير إطلاقِ سَراحٍ
مشروطٍ أو بغيرِ شروطٍ
هل رأيت أحداً
من العُشَّاقِ
يَتضَرُّعُ إليكِ
من أجل أن تَرحلي
ويناشدُكِ مُتوسلاً أن تَهجُري؟
أنا الوَلُوعُ الماقِتُ
والهائِمُ الباغضُ
أنا الفَخُّ لأَمالِكِ
وأنا الشَّركُ لأَحلامِكِ
هُمُودي هو الكَمينُ
وسَكينَتي لَونُ المَكيدةِ
نامي في عُيونِ القَمرِ
أو فوقَ وسَائِدِ السُّحُبِ
ولَكِن أبداً لا تَختَبِري
سِعَةَ صَدري
فتُطيحُ بِرِقَّةِ جَناحَيكِ
ذاتَ مرةٍ
ثُورةُ غَضبي
***
جورج عازار
ستوكهولم السويد