نصوص أدبية
عبد الستار نورعلي: التسعون...
(في الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي)
***
تسعونَ مرّتْ والحُداةُ تسيرُ
في دربِهمْ سُنَنُ النضالِ غزيرُ
*
سرّاً وجهراً ما انثنى متوارياً
فنشاطُهُ عبرَ السنينِ يمورُ
*
أيامَ كانتْ للحِراكِ شرارةٌ
أثمانُها التنكيلُ والتكسيرُ
*
جَمْعُ الحشودِ وراءَهُ وأمامَهُ
لم تُرهِبِ القضبانُ والتنميرُ
*
فعلا المشانقَ أنجمٌ نَوّارةٌ
تزهوْ فَخاراً والوجوهُ تُنيرُ
*
افتحْ كتابَ الخالدينَ تعاقبوا
زُمَراً ، تخطُّ سطورَها، وتُديرُ
*
وبيوسفٍ ورفاقِهِ يومَ اعتلوا
والحزبُ فوقَ لسانِهِمْ تكبيرُ
*
تلك الملاحمُ سِفرُها لا يرتوي
فِكْراً ، وذِكْراً ، فالغذاءُ وفيرُ
*
كانونُ يشهدُ ماخبَتْ أنوارُهُمْ
تشرينُ أقبلَ، والشبابُ هديرُ
*
"وَيْلي الوزارةُ كمْ هيَ الْغدَّارةُ
هُمْ بالرَّصاصِ وبالْحجارِ نثورُ"*
*
فهيَ الحجارةُ في أكفِّ شبابِهِ
سدٌّ حصينٌ والرصاصُ كسيرُ
*
وذئابُ فاشستِ الظلامِ تكاتفوا
ظنّوا المذابحَ حتفُهُ الميسورُ
*
لكنَّ عنقاءَ العقيدةِ حلَّقَتْ
نَسْراً يفكُّ جناحَهُ ، ويطيرُ
*
مرَّتْ بهِ مِنْ عاتياتِ عواصفٍ
ما زادَهُ ، إلّا الصمودَ ، مسيرُ
*
بقيتْ بهِ الراياتُ تخفقُ عالياً
لمْ تنتكسْ أو يعصفِ التغييرُ
***
عبد الستار نورعلي
.....................................
"ويليْ على الوزارهْ شلونْ غدّارهْ
هُمَّ بالرصاصْ واحنهْ بالحجارهْ"
هو أحد شعارات ثوّار انتفاضة تشرين الثاني في بغداد عام 1952