نصوص أدبية
جميل حسين الساعدي: لحظة سجود العاشق
بلقياكِ عُمْـــرُ الهوى يبتدي
فأنـــــتِ مُنــــــايَ فلا تبعــــدي
*
هجرتُ الديارَ وعفتُ الصحابَ
وهِمْــتُ أفتّـشُ عن مقصـدي
*
تركتُ الضَــلالَ ورائي ورحْتُ
بعينيــكِ يا قبلتي أهتـــــــدي
*
حيــاتيَ مِنْ قبــلِ أن ألتقيــــكِ
ضيـــاعٌ كأنــــيَ لمْ أُوجــــدِ
*
فأمســــيْ توشّـــحَ أحزانــهُ
ويومي بكى خائفا ً منْ غدي
*
وكمْ من مواعيد َ مرّتْ سراباً
إلى أنْ أتيـــتِ بــلا موعــدِ
*
تضوعين َ عطـرا ً كما الياسمين
ترشّيــن َ وجْهي بروْحٍ ندي
*
وكـــان َ البنفســج ُ لِيْ والــدا ً
وبيـــن َ أزاهيرهِ مولـــــدي
*
سليمــانُ أنصــت َ مستبشــرا ً
لهـــدْهدهِ وهْـــــوَ في المعبدِ
*
تأمّــــل َ خيْــرا ً وأمّـــا أنـــا
على كتفي قــدْ بكى هدهدي
*
لمــــاذا تخــافين َ يــا حلْــوتي
لمـــــاذا عيـــونكِ لمْ ترْقــدِ
*
أشك ٌّ! وأشواقنـــا تغتلــــي
ونارُ الهوى بّعْــدُ لمْ تخمــدِ
*
أشكٌّ! وقصتنــــا أصبحـــتْ
لحــــونا ً بقيثـــارة ِ المُنْشـدِ
*
وتلك َ النجـومُ التي في السماءِ
تحـــدّثُ عنْ حبّنـــا الأوحدِ
*
هوانــا تُجَــنُّ لـــهُ الأمسيــاتُ
وحتّــى الطيــورُ بــهِ تقتدي
*
ألا تذكـــرين َ اللقــاءَ الأخيــرَ
ومـا قلْت ِ في ذلك َالمـوعدِ
*
أحبّـــك َ منــذُ زمــانٍ بعيدٍ
وأعــرفُ أنَــك َ لي سيّــدي
*
ومــا كنت ُ جــارية ً إنّــما
سطعْــــت َ بقلبــي َ كالفرقدِ
*
أريــد ُ البكاءَ على كتــف ٍ
هيَ الأمنُ والدفءُ في مرقدي
*
وحين َ نظرت ِ إليّ شعرت ُ
بلطــفٍ شبيــه َ النسيم النــدي
*
بكيتُ...بكيتُ تمنّــيـتُ لـــوْ
رجعــتُ هبـــاءً ولمْ أولــــــدِ
*
سميـرة َ روحي الا تبصـرين َ
بأن ّ النجـوم َ غفــتْ في يدي
*
وحولــــي َ زهْـــرٌ غريبُ الشذى
وأغنيــــةٌ بعْــدُ لـمْ تُنْشــــــد ِ
*
وفوقــي َ للعشْقِ وحْـــيٌ تجلّـى
ضيـاء ً من العالـمِ السرْمدي
*
لقـــدْ سجــد َ العاشقونَ جميعا ً
فآن َ الأوانُ بـأنْ تسجــــدي
***
جميل حسين الســـــاعدي