نصوص أدبية
عبد الله سرمد الجميل: رباعيّاتُ الليلِ والشاعرِ

لم يبقَ في الليلِ إلّا ثلثُهُ الآخِرْ
وأنتَ مستيقظٌ يا أيُّها الشاعِرْ
هل أنتَ منتظرٌ شمساً تُواعِدُها
أم أنتَ مكتئبٌ من حُلمِكَ الماطِرْ
كأنَّما النّجْمُ أرواحُ الأُلى رحلوا
لكنْ تلوحُ لنا من عالمٍ ساحِرْ
إيماضُ أضوائِها طَرْفُ العيونِ وقد
يُرامُ قصدٌ من الإيماءِ يا ساهرْ
***
يقولونَ: ماتَ الشِّعرُ وانقطعَ الوحيُ
فما للهوى أمرٌ عليهِ ولا نَهْيُ
يقولونَ: قد تابَتْ شياطينُ شِعرِهِ
وخيلُ قوافيهِ تدارَكَها الجَّرْيُ
ولكنّني إن قلتُ يوماً قصيدةً
لقامَتْ لها الدنيا وضجَّ بها الرأيُ
قرأتُ على النجماتِ شِعري فأصبحَتْ
بغيرِ سمائي ليسَ يُعجبُها السَّعْيُ
***
ليسوا بريئينَ، كلٌّ فيكَ مُتَّهَمُ
يداكَ عيناكَ والأوراقُ والقلمُ
وذلكَ القلبَ كم أدماكَ بُغيَةَ أنْ
ترضى القصيدةُ حتّى كِدْتَ تنهدِمُ
الليلُ عندَ جميعِ الناسِ مأمنةٌ
والليلُ عندَكَ وحيٌ أدمعٌ ودَمُ
مرَّ الأناسُ على الأزهارِ وانصرفوا
وأنتَ تصغي إليها فالتُّوَيْجُ فَمُ
***
عبد الله سرمد الجميل - شاعر وطبيب من العراق