نصوص أدبية
خالد الحلّي: صُورٌ مَقْلُوبةٌ
مَخْلُوقانْ
لا أدري كَيْفَ اِخْتَرَقا سوُرَ حياتي
مُنْذُ زمانْ
مَخْلُوقانِ عجيبانْ
لا أُبْصِرُ إلاّ ظِلّهُما
يَخْتَلِفانِ بلا سببٍ
و بلا سببٍ يَتّفِقانْ
كلٌّ يُبْصِرُ مِنْ زاويةٍ
لا يَعْرفُها أحدٌ آخرَ
كلٌّ يَبْحَثُ عَنْ أحلامٍ ضائعةٍ
عَنْ سُفٌنٍ راحِلَةٍ
وهُما كلَّ مساءٍ يَلْتَقِيانْ
وَسْطَ الظُّلمَةِ لا يَرَيانْ
بَعْضَهُما
و قُبَيْلَ حلولِ الفَجْرِ
يغيبانْ
.......................
.......................
أَتْرُكُ دَرْبَهُما
وأسيرُ بِدَرْبٍ مُخْتَلِفٍ
فيفاجِئُنِي
مخلوقانِ غَرِيبانْ
غيرهُما
لَمْ أشهَدْ مثلهُما
يَقْتَتِلانْ
أُغمِضُ عينيَّ وأمضي
في دربٍ آخرَ أجهلهُ
وأنا مُخْتَنِقُ الصّوتِ أسائلُ:
هَلْ تبقى دنيانا
تمشي بالمقلوبْ
حاضنةً صوراً مقلوبَةْ
لابِسَةً أرديةً مثقوبة؟
***
شعر: خالد الحلّي
ملبورن - أستراليا