نصوص أدبية
ريما آل كلزلي: حارس الجوهر
الذي يسافرُ في كلماته المعنى
الذي يحرثُ الجمالَ
ويجذبُ النور إليه
كان يقدّمُ الماءَ لفمِ العطَشِ نهرا
الذي نقشَ في كلِّ زاويةٍ من زواياها أثرًا
كان إزميله يرتلّ البصيرة
في السكونِ والضجيجِ
في الظُّلماتِ والضياءِ
أحالَ النجومَ كلماتٍ ذات بريق
هو البحرُ والمراكب و الموجُ والإبحارُ
هو السماءُ ذات البناء والمثالية التي تبنيها الأحلام
هو المُطلَق والرحلة إلى عوالمه
وهنا السؤالُ والإجابةُ والأسرارُ؟
تركَ الضوءَ يُهتدى بهِ
وانصرف بالألغاز
صقلَ بريقَ الحقيقة
وأشار لما وراء الغموض
فمن يرد على ندائِهِ بقلمٍ
يستسقي الغيم في غبش البلاغة
هو صانع الأجنحة التي طالت عمقَ الأرومة
هو الذي تأمل في الغيب، ودعا للتأمل
هو الذي أرخى رباط سفنه
وغاب في أطراف الأفق
لهُ في الأقاصي كالشمسِ مكانا.
أمام عينيه، الزمرد والياقوت ينحني،
يلتمس منه، بريقاً يستحق الأبدية،
صقلٌ هنا، تهذيبٌ هناك، ودوران حذر،
في رقصة دائرية،
يُزهر بها المعدن
هو الحارس لجمالٍ انبثقَ
من رحم الأرض، فجسّدَ النور.
وحينما يسترخي النهار
يتأمل صنع يديه،
الجوهر يسرد له قصص النجوم،
وهو يسرد قصة الإنسان، الذي جعله يحيا.
***
ريما آل كلزلي