نصوص أدبية
خالد الحلّي: مفتاحٌ فرّ مع الباب
قالَ مديرُ الفُنْدُقِ، للرّحالِ المتعبِ:
معذرةً
فُنْدُقُنا مشغولْ
كلُّ فَنادِقِ بلدتِنا شُغِلَتْ
لا غرفٌ شاغرةٌ بَقِيَتْ،
إلاّ واحدةً
في الدَوْرِ الحادي والعشرينْ
سلّمهُ مفتاحاً لا رَقْمَ لهُ
فاِندهَشَ الرّحالُ التعبانْ
قالَ لهُ
مُرتبكاً حَيرانْ
ما رقمُ الغرفةِ؟ ما رقمُ المفتاحْ؟
جاوبهُ :
غرفُ الفُنْدُقِ لا تحملُ أرقامْ
و لها مفتاحٌ واحدُ لا غيرْ!
..................................
..................................
قادتهُ خطاهُ إلى الغرفةِ
ساعدهُ الإرهاقُ على أن يغفو ، ثمّ ينامْ
غطّ بنومٍ راحَتْ تتلاحقُ فيهِ الأحلامْ
صار يرى من نافذةِ الغرفةِ
أشجاراً تمشي بينَ الناسِ،
و أشرعةً تبحثُ عن قاربْ
صار يرى مفتاحاً
يتنقلُ بين أناسٍ مجهولينْ
كلٌّ مِنهُمْ يفتحُ دونَ استئذانْ
باباً أغلقها بعضُ النّاسِ و ناموا
صارَ يرى نهراً تَهْرُبُ منه الأسماكْ
صار يرى الشُبّاكْ
يُصبِحُ باباً
يملكُ مفتاحاً
لكنّ البابْ
فرّ من الحائطِ
صارَ سرابْ
و المفتاحْ
فرّ هو الآخرُ
بعدَ البابِ، وغابْ
***
شعر: خالد الحلّي
ملبورن - أستراليا