نصوص أدبية

أسامة محمد صالح: نصر العرب

لا النّصرُ آتٍ ولا الديّانُ ناصرُنا

وتلك أُخرى لمِن هادوا على العرَبِ

*

واللّيلُ في نصفِنا يرتاحُ مُنتَصِفًا

وما اكْتفىْ الفجرُ من راجيهِ بالطّلبِ

*

والنّصرُ في أصلهِ فجرٌ وإن طلعَ الـ

أصلُ تلا النّصرُ شمسًا دونما حُجُبِ

*

ونحنُ في كثرةٍ لكنْ متى رُبحَ ال

وَغَى بمَفْخرةِ الأموالِ والعَقِبِ

*

ونحنُ من يعربٍ أكرمْ بهِ نسبًا

لكنْ متى اعْترفَ الميدانُ بالنَّسَبِ

*

ونحنُ من صفوةِ الأخلاقِ جَبْلَتُنا

لكنْ متى كفَتِ الأخلاقُ للغَلَبِ

*

وعندنا الذّكرُ نتلوهُ وإن غلبَتْ

عليه فينا بناتُ اللّهوِ والطّربِ

*

وعندنا أحمدٌ -صلّوا عليه- وإنْ

عزا له الحُمْقُ ما فينا من التّعَبِ

*

والمجْدُ كاتبُنا حتّى وإن هجَر ال

الحيَّ ولم يبقَ منهُ غيرُ ذي الكُتبِ

*

والدّهرُ صاحبُنا حتّى وإنْ سبَق ال

أكوانَ فيما علينا انْصبَّ من غضبِ

*

واللهُ في صفّنا حتّى وإن حكمَ الْ

بلادَ من سوّرَ الإيمانَ بالذّهبِ

*

وكلُّ هذا ويأبى النّصرُ مدَّ يدٍ

لنا ونأبىْ جدالَ النّصرِ في السّببِ

*

لكنّنا نَقبَلُ الإصغاءَ إنْ شرحَ الْ

خُسرانُ أسبابَهُ في حلّةِ الكذِبِ

*

فإنْ يقُلْ غيرَ ما تهوىْ مسامِعُنا

قلنا أصابَ أعادينا منَ العرَبِ

*

فوحدةُ العُرْبِ قيدُ كلّ منهزمٍ

في كسرِهِ عتقُه من تهمةِ الهَرَبِ

*

ووصفةُ الحقّ آه كلّ مرتجفٍ

في حرقِها العذْرُ للموصوفِ بالذّنَبِ

*

ويُبهجُ اللّيلَ ما نُبديه من حججٍ

ويُعجزُ الفجرَ ما نُلقيهِ من خُطبِ

*

فيمكثُ النّصرُ في صَفْحاتِ هازِمنا

ويتبعُ الخُسْرَ أسرابٌ من الكُربِ

*

أينَ زمانُك يا بن العاصِ ها رجعَ الْ

روميُّ في يدِهِ رُمحٌ من اللّهَبِ

*

والصّفرُ من زحمةِ الأصفارِ في وطني

الكبير يشكو فيُحصى الموتُ بالنّسبِ

*

هادوا ولمّا نهُدْ والهَودُ يصحبُهُ

ما يفتنُ الفجرَ من علْمٍ ومن أدَبِ

*

والنّصرُ في جسمهِ يجريْ دمٌ وهوا

بنكهةِ التّينِ والزّيتونِ والعِنَبِ

*

أنفاسُهُ من هوا قُدسٍ ومَطْعَمُهُ

من طُهرٍ امتدّ من سينا الى حَلَبِ

***

أسامة محمد صالح زامل

 

في نصوص اليوم