نصوص أدبية
مرشدة جاويش: احْتِرَاقُ الكَيْنُونَةِ

أُمالِسُ شَفَتَيَّ في صَدَى الرِّيحِ
كَأَنَّ الطُّفُولَةَ تَسْتَعِيرُ أَنفاسي
لا أَنَا مَن بَقِيَ
وَلَا السُّؤَالُ يَعرِفُنِي
حِينَ أَمُرُّ عَلَى فَجْوَةِ اللَّيْلِ
كَيفَ أُسْقِطُنِي
وَمَا مِنْ وَجَعٍ يَخُونُنِي
إلَّا إِذَا أَحْبَبْتُهُ؟
كُنْتُ أَكْتُبُنِي فِي تَجاعِيدِ غَرِيبٍ
يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَقْرَأُنِي
وَأَنَا لَا أَكُونُ إِلَّا فِي تَلَاشِيهِ
هَلْ كُنْتُ وَهْمَكَ؟
أَمْ نَبْضَ تَناصٍّ قَدِيمٍ
تَتَعَثَّرُ فِيهِ الأَقْلَامُ
وَتَسْقُطُ مِنْهُ اللُّغَةُ كَسِرَابٍ
فِي حُجْرَةِ الظِّلِّ
كُنْتُ أُرَتِّبُ وُجُوهَ النِّهَايَةِ
تُقَلِّبُنِي هَزِيمَةٌ غَامِضَةٌ
وَأَنْظُرُ إِلَيَّ
كَأَنِّي أَرَاهُ فِي وَجْهِي
أَيُّ نِدَاءِ رَسَمْتَنِي فِيهِ؟
أَنَا الَّتِي اتَّسَعَتْ لِلرِّيحِ
حَتَّى جَفَّتِ الخُطَى
أَنَا الفَضَاءُ الَّذِي ابْتَلَعَ لُجَجَهُ
وَحِينَ تَوَارَى النُّورُ صَارَ الصَّمْتُ مِرْآةَ السَّرَابِ
كُنْ لِي عَدَماً
أَوْ لا تَكُنْ
فَمَا عَادَ فِي الوُجُودِ مَكَانٌ
يَسْتَطِيعُ أَنْ يُشْبِهَنِي
أَنَا الحَدُّ الَّذِي لَا يُعْبَرُ
وَمَكْمَنُ صَمْتٍ لِلْخَدِيعَةِ
***
مرشدة جاويش