نصوص أدبية
مصطفى علي: نوباتُ العشْق

أفَكلّما قَرَصَ الغرامُ حُروفا
وَهَبتْ عذوقُ الدانياتِ قُطوفا
*
وتناسلت للهائمينَ قصائدٌ
جعلتْ مواجيدَ الغواةِ رُفوفا
*
وتوهّجتْ شمسُ القريحةِ بعدما
شَهِدتْ بزاويةِ الشغافِ كُسوفا
*
سكبتْ على قمرِ الفؤادِ ضياءها
فمضى يبدّدُ في الجَنانِ خُسوفا
*
فَمناحرُ العُشّاقِ مُذْ هاموا سُدىً
نُحِرتْ بأسيافِ الغرامِ طُفوفا
*
بِلِحاظِ ربّاتِ الجمالِ تَدلّهوا
وتَجاهلوا تحتَ اللحاظِ سُيوفا
*
فَدَعوا المَلامَةَ وإنْعَموا بِمُدامَةٍ
سَكِروا بها مُتَجنّبينَ عُزوفا
*
عَزفوا (طَواسينَ) القتيلِ ونادَموا
حَطَبَ المواقدِ جَمْرَةً ودُفوفا
*
يَتَزاحَمُ الأغيارُ خلفَ بَريقِها
يَتَقاسَمونَ مَعَ السرابِ حُتوفا
*
وَقوافلُ العشّاقِ أتعَبَها السُرى
فَتبوءوا كَنَفَ الجِياعِ صُفوفا
*
كَفتىً يكابدُ عشقَه مُتألّقاً
ويظلُّ في جمرِ الغرامِ شَغوفا
*
كَلِفاً بأشجار النخيلِ وأرضِها
لِيَموتَ كالشَجَرِ الأصيلِ وقوفا
*
نزف المدامعَ والقوافي مُذْ رأى
بِئرَ الحقيقةِ في الحياةِ نَزوفا
***
د. مصطفى علي