نصوص أدبية
كفاح الزهاوي: مرآة الغروب

في غمرة الصمت المختلق، جلست حنان على شاطئ البحر تتطلع إلى الأفق، حيث لحظة الغروب تزيل بقايا أضواء النهار. بدا البحر لها كمرآة مائلة، تنعكس فيها ظلال لم تُفكك بعد.
كانت تتأمل الغيم وهو يتبدد على أطراف السماء، وكأنّه ينسحب بهدوء تاركًا مساحةً للشعور كي يتكلم. في داخلها، كان الشوق ينسج وردة من الضباب، تتمايل في نسيج وردي كعالم غامض، تعانق أنامل القلب فتتلظى الرغبة المدفونة عميقًا.
ومن غابات الذكريات، تنتفض عاصفة مباغتة. كحلمٍ لا يطلب الإذن، يطفو فوق بارجة النهار وسط عاطفة هوجاء، تتدفق منها كلمات لم تبح بأسرارها بعد. كلمات ترتجف على حافة البوح، لكنها تخشى أن تُفسد صورةً رسمها الحبيب ذات يوم.
همست لنفسها دون أن يجرؤ صوتها على الخروج:
"أنا لست ما تحسبه قلبك... لا زهرةٌ تنمو في ضوء عينيك، ولا دفءٌ ينتظرك كل مساء. أنا خواءٌ تعلّم كيف يبتسم، كي لا يُفضَح."
ثم سكت البحر، كأنّه أنصت. أغمضت عينيها، كمن يدفع الذاكرة إلى الهامش، قبل أن تنظر من جديد إلى الأفق:
أما الآن، فسأدع النسيج الوردي يتمزق ببطء، ولن أخيطه مجددًا.
تنويه: هذه القصة تمثل مشهدًا مستقلًا من رواية قيد الإنجاز بعنوان "صرخة في صمت الحالم"، وتتناول لحظة اكتشاف داخلي تتقاطع فيها الهوية والبوح والصمت العاطفي.
***
بقلم: كفاح الزهاوي