نصوص أدبية
لطيفة أثر رحمة الله: وِصايَة عسْكريَّة
كملاَيينِ النسَاء ملَلْت
ومِلْت نحو الطَّوافْ
بِأكُفّ تعانقُ الدُّجى
وأنتَ تمْلأ الظَّلامَ السَّحيقَ
بصَراخَاتِك المَعْدنيَّة
*
مَللْت وتوقَّفتُ عن الحَنينِ
وأَوقَدتُ من مِصباحِ التَّنورِ
هزائِمي العَربيَّة
*
أسْكبُ صُورِي خَمرا وتِبغا
وأَنا مثْقلةٌ من رأسِي
حتى أخْمصِ قدَمَي
بوصَايَاك العسْكريَّة
*
أَيا رجلاً يرتدِي قرونِي
المثْقلَة بالشَّقاء
ويطْوِي عصُورِي الرمَاديَّة
جَليدا ليُقدمهَا حُجُباً
حِين يؤدِّي الأَدْوارَ الدّرامِية
*
لمْ تعُد وصايَاكَ تثِير دهْشَتي
لمْ أعُدْ أَتَلعثَم
حينَ أُحصِي وِشَايَاتِك الأُسْطورِيَّة
لم أَكُن يوما تلْك الصَّبيَّة
مذْ مزقَتْ فرُوضَها المدْرسِية
*
مِن هُتَافات الرِّيح
أَقمْتُ على شرفِك مائِدةً جنائِزيّة
وآرتَديتُ أنغَاما قُمْريَّة
وفِي مدخَل المَغارَة
شدَوتُ للربِيع وشَتمْت روحَك
الهَوائِية
*
اعذرْني ...لقَد ألغَيتُ منذُ
الفتُوحاتِ الأندلسِيَّة
طقُوسكَ الأَنانيَّة
*
منذُ قرنَين وأَنتَ تتْلو
وراءَ القضْبانِ مزامِيرَ شيْطانِية
أمَا تعبْت ...
منْ نفْث عاصِفةِ تبغِك الجَليدِية؟!
*
تعبتُ ومَللتُ ...
أحْرقْت مرَافِئي
ومعَها صُورِي التذْكاريَّة
وسنَداتِ تملِيكٍ عاطِفيَّة
وأسدَلْتُ سِتارَ المسْرحِيَّة
لأَرفضَ وصَاياك العسْكريّة
وأُعلنَ الآن...
اِقفَالَ بُنودِ القضِيَّة.
***
لطيفة أثر رحمة الله
المغرب