نصوص أدبية
أريج محمد: تراجيديا ...
في ديسمبر من هذا العام
أجدني أقف بلا ظلي
أتوارى مني
أنا الهناك في العام الماضي
حيث تركت ضحكتي
على الطاولة
وابتسامة شقية للنادل الأنيق
ولمعة عيني وهي تلاحق الألعاب النارية
من الطابق العلوي
ويدي في يده
كان الدفء عنوان المكان
كيف تمكنت من الخروج
وتركت ظلي هناك
يقرأ القصائد وحيداً
وسط ذاك الخراب
عن المطر المؤجل
والسنابل الغزيرة مد البصر
عن المعاطف وحميمية العرق
عن الأحلام والأسرار التي في عهدة الوسادة
عن الأقلام والدفاتر والكتب
عن الروائح التي تصارع المسافة
ولا تتوه
لتوقظ فينا الحنين للأماكن
عن العصفور الذي يستريح على النافذة
ويغني
موطني
م
و
ط
ن
ي
عن العرافة وسوء طالع العشاق
في زمن الحرب
حينما يعز اللقاء
وتتبعثر المشاعر
وتتعثر اللغة
وينتصر القبح
فتنزوي الحبيبة
وتترك الأيام
لتلون وجهها وشعرها بالرماد
ظلي
يجول في الشوارع
يحدث نفسه
في ديسمبر
تتهافت صناديق الهدايا
لمعانقة البهجة
تتزين المرايا
لاستقبال تفاصيل جديدة
مابين نهاية وبداية
وتقف اللهفة بيدها شمعة
إلا هنا
هنا لا شيء
الشوارع فارغة من أي دهشة
والناس؟
المدينة بلا أي ناس
ي
ق
ه
ق
ه
ويترنح
ي
ص
ر
خ
مرحباً بكم في
مدينة الظلال
تفقدوا ظلالكم يا سادة ...!!!
***
أريج محمد - السودان