نصوص أدبية
ليث الصندوق: لماذا أيها الوطن
قبل أن تنمو للتعاسة أجنحةٌ ومناقير
كان لوطننا جناحان باتساع السعادة
يحمل عليهما أمماً بكامل خطاياها للسماء
هناك تتبادلُ الأدوار مع الملائكة والشياطين
وتتخذُ من الشُهب أحجارَ دينمو
تُرى كيف تضاءَلتَ أيها الوطن
حتى غَدَوتَ حسرةَ ندمٍ
في مواقد الشامتين؟
كيف انتهيتَ سُجّادةً يتيمة
يسلتُ اللصوصُ خيوطها
ليرفوا بها ذِمَمَهم المهترئة
لا مأوى لك سوى المرض
لا أهلَ لك سوى الذين طردتهم أيام عزّك
من جيوبك الدافئة
أشجارُكَ المصدورة مطرودة خوفَ العدوى
من رياض الأطفال
أنهارُكَ المهشّمة الأضلاع تسعى على عكازات
تهربُ كاللصوص
من المستقبل الذي جرّفتَ أساساتِهِ بالاتهامات
ولكن لماذا الهرب؟
فالماساتُ التي كانت تُرقّعُ جلدَكَ
تحوّلَ وميضُها إلى أرصدةٍ في بطون الغرباء
لا عناقيدَ تُغرقُ الشوارعَ بأمواج من الكريستال
لا سُحبَ تثغو إيذاناً بموعد الحَلْب
تصرخُ بفمٍ مغلقٌ بمزاليجَ وأقفال
لكن هل صراخُكَ من الجوع؟
أم من الندم على أبنائكَ الذين أكلتهم؟
**
تُرى ماذا جنى أبناؤكَ
لتسحق في أعينهم السعادة بقدميك الموحلتين؟
وماذا جنتِ السعادة
لتُهشّمَ أجنحتها عل أحجار الجروف؟
هل بخّرَ دفئُها نفطَكَ في الآبار؟
أم أصابَ بردُها نخيلَكَ بالتهاب اللوزتين؟
لقد كانت بارّةً بك وبقططك اليتيمة
ولم تطالب تُجار العاديات بالربح
عن بيع أسنانك اللبنية
ليست السعادة هي التي احتلبتِ المِحَن
بل أنتَ الذي شَرَّعْتَ لأبنائِكَ
إتخاذَ أضراسِ الغرباء وسائد
كان بمقدور أعنابِكَ أن تُرجيءَ الربيعَ
إلى أن تنمو لليعاسيب إبرُ اللدغ
كان بمقدور أيامِكَ
أن تتحوّطَ للذكريات من الكسر
فتُدعّمها بالنسيان
لماذا لم تُغلق أبوابَك عندما سمعتَ خفخفةَ الضِباع؟
لماذا لم تحقن ثمارَكَ بعَقّارٍ مضادٍ للاكتئاب؟
فاتَ أوآن الندم
وما عادت مصحّاتُ الأمل
تستوعب المزيدَ من الحالمين
***
شعر: ليث الصندوق