نصوص أدبية
محمد ثابت: سَيَذْرُوها إعصارُنا!
(الرياحُ) التي
اسْتَعارَتْ يَداً
مِن هبوب العواصفِ
واسْتَأْجَرَتْ
مُمْكِنات الدخولِ
إلى (نــــازفٍ)...مايَزَالْ
طريُّ الرُّكامْ
يَئنُّ
يَئنُّ
يَئنُّ
فلا مِنْ قريبٍ يُغيثُ
ولا مَنْ بعيدٌ يَشُنُّ
سوى قهقهات اللِئامْ
تَعُجّ المكانْ !
وإلا المنازلُ
تَبحثُ ــ هارعةً ــ
تحت أنقاضِها
عن ظفائرِ مُبتلَّةٍ...
ولِثَامْ
وخِيامٌ...
ما اكْتَهَلَ العُمْرُ فيها وزالْ !
وحقائبُ مفتوحة الدرسِ
أُولى وظائفها
ما انتهتْ... بالمآلْ
والسؤال انْدَفَنْ !
وعصافير قبل الأوانْ
غَدَتْ بذْرةً
بِدِمَاها ارْتَوَتْ
أنْبَتَتْ
مُصحفاً.. ووطنْ !
*
فاقرأ رِجَالكَ...
إنَّ (الرياح) على البابِ
والبحرِ...
لاتُؤْتَمَنْ !
*
وإنَّ المِلاحة لاتَقْبَلُ الغَثَّ
في الماءِ...
مهما طغى الخُبْثُ فيهِ
وطال الزمنْ
*
إنّ الملاحةَ ليستْ
لذاك البعيد
العديم الشرفْ
فُسحةٌ... وتَرَفْ
أو لِعبورِ عَدُوَّاتِ تَمْخُرُ
مثقلةٌ بالدَّخَنْ!
*
إن المِلاحةَ فَنْ
وأنتَ المُؤَمَّلُ
أنْ تَذْرَعَ البحرَ طولاً
وعَرْضَا
وتَفْلَقَهُ بِعَصاكَ
لِتَدْفَعَ شرَّاً مُحيطاً
وتَحْمِيَ عِرْضَا
وتوْصِد (باب) الحياةِ
أمام العَفَنْ :
ريحٌ تَجُوبُ
بِحَمْأَتِها في الدِّماء
مِن أجل أنْ
يتعالى
الوضيعُ
السـريعُ..
(النَّـــتَنْ) !
*
وأنتَ المُؤَمَّلُ
أنٰ تَرْسُمَ الضوءَ
خارطةً لـِقضيتنا (الأُم)
دون حُدودٍ
ودون خَوَنْ!
إن دِماها ملائِكةٌ
تَغْسِلُ العارَ عن وجهها:
(قِمماً) عارضات النهودِ
بشجْبٍ...
ونَدْبٍ...
وقِحْبٍ غَلَبْ!
*
فياللعجبْ!
مِن تَبَاكٍ رخيصٍ
قليل الأدب
بكل مُكاءٍ
وتَصْدِيَةٍ
ووَقْصٍ خَبِيصٍ
وهُمْ (عورةٌ) سَتَرَتْ وجهها
بانْبطاحٍ لطيف الهوى
وانبرتْ للعيانِ
بِحِشْمَةِ زَعْمٍ
شريفِ النَّسَبْ!
*
ألا فالعنوهُم عن ظَهْرِ قًلْبٍ
بما اقترفوها...
بحق الشعوب التي
قد أَذُوهَا...
وكانوا السببْ
وتَبَّتّ أياديَ حَمَّالَتَيْنِ:
(أُمُّ احْتِطَابٍ)..و(أُمُّ الخُطَبْ)!
*
(الرياحُ) التي
اسْتَعارَتْ يداً
من هبوب العواصفِ
واسْتَأْجَرَتْ
مُمْكِنات الدخولِ
إلى (نــــازفٍ) ...مايزالْ
إنها لِلزَّوالْ
إنها للِنَفَـــادْ
وَلَّتْ أحاديث بَادْ
(ألم تَرَى كيف... بِعَادْ)؟!
سَيَذْرُوها إعصارُنا
كا
ل
ر
مَ
ا
دْ
***
محمد ثابت السُّمَيْعي - اليمن
٢٠٢٤/٣/٢٦م