شهادات ومذكرات
انتونيو انريكث كومث.. المعروف بفرناندو
انتونيو انريكث كومث، والذي يعرف أيضا باسم بفرناندو دي ثارارت أي كاسترونوفو (ولد في عام 1601 او 1602 في كونكا الاسبانية، وتوفى في اشبيلية عام 1663). كان في العصر الذهبي كاتبا مسرحيا، وقاصا وشاعرا غنائيا اسبانيا معروفا. أدين من قبل محاكم التفتيش باليهودية المشفرة. وقد عده كثير من النقاد والكتاب بسبب اقامته في فرنسا، وعدة أمور في حياته واعماله، عدوه من (السفارديم) أي اليهود المقيمين في اسبانيا (الذين يحافظون على اللغة والتقاليد الخاصة بأجدادهم عندما طردوا من الجزيرة اللأيبرية، والذي يوافق ويتبع تقاليدهم وممارساتهم الدينية).
انريكث كوميث كان يعد يهودياً متحولاً الى الديانة المسيحية حسب العقيدة الاجتماعية للعصر، غير مبال ان القانون اليهودي يعتبرهم يهود أبناء الام اليهودية. والدته كرستينا فيخا، كانت من قرية الكانتود قريبه من بريغو في اشبيليه. والده ديغو انريكث فيانويفا (1582-1642)، ذا اصل من كينتنار دي لااوردن في لامانشا، ينحدر من الانساب القليلة المتحوله من أصول قشتالية الذي عاش في اخر ربع من القرن السادس عشر التي مازالت مجرد يهوديه مشفره (ذات التسمية القذره) منذ 1588 القت محاكم التفتيش القبض على جميع افراد عائلته بين المبحوث عنهم كان الجد والد ابيه فرانثيسكو دي مورا مولينا، اعدم واحرق في كونكا سنة 1592، جدته ليونور انريكيث، محكومة بالسجن الى سنة 1600، وفيما بعد والده حكم عليه بمصادرة جميع ممتلكاته سنة 1624.
تخصص مثل ابوه انريكث كومث بتصدير الصوف والملابس من قشتاله الى فرنسا، وقد تلقى شيئاً من ثقافة التجارة . عندما كان انتونيو شاباً مكث مع عمه في بيته باشبيليه، وعندما اكتشفت يهوديته من قبل محاكم التفتيش هرب الى بورديوس، اصبح انتونيو ممثلا له في مدريد لسوق البضائع لمواد فرنسا. وقبل سنة في 1618. وكان قد تزوج بمسيحية كبيره في السن من مقاطعة بركوس تدعى ايسابيل الونسو باسورتو وانجب منها ثلاثة أولاد وهم كاتالينا، وديغو، وليونور. واستقر في مدريد، وارتاد دائرة الاديب لوبه دي فيكا، الذى اطلق عليه معجبا به " آدم الكوميديا" وقال:
في وقتنا، تاركين على جنب آدم الكوميديا لوبه، وجد الكثير من الشعراء. دون انتونيو دي مندوثا، خوان بيرث دي مونتلبان، ودون بدرو كالديرون، وكودينث، ولويس فليث.
منذ 1632 بدأ بكتابة مقاطع كوميديا الحظائر. بعضها وجدت صدى جيداً وصفق لها، لا سيما للكردينال دي البورنوث وهو لفرنان مندث بينتو، حول المغامر المشهور، المستكشف والمؤرخ البرتغالي وهو اول غربي وصل الى الصين، وترجمت اخباره ترجمة الى الاسبانية في 1620 من قبل فرانثيسكو أرَرا مالدونادو.
في سنة 1636 رحل الى فرنسا بسبب محاكم التفتيش الذي أعدته من المشكوك بهم، وأيضا بسبب افترئه على الكوند (دوق اوليفارس) في عمله الخيالي اللوسيانسكي القرن الفيثاغورسي، ومهاجمته في محتوى كردينال اسبانيا الكبير. وفي الحقيقة كانت له تجاره مع شبكات اوربيه يهوديه برتغاليه.
انريكث كان يخشى ان يكون ضمن الاضطهاد التحقيقي ضد شركائه، مما اضطر ان يلجأ في صيف 1636 الى بيت عمه في بردوس. وفي فرنسا الف عدة اعمال أدبية. وقيل عدة مرات كان انريكث لزمن ليس بقليل بين أعضاء يهود أمستردام، حيث كان المسرح الاسباني شعبياً جدا.
في عام 1642 اتحد مع ابن عمه في الاعمال التجارية بين فرنسا واسبانيا واداروا التهريب وكلا البلدين كانا حينذاك في حرب، افادهم بالتظليل تاجر مسيحي كبير بالسن في مدريد الذي كان زوج الابنه الكبرى لانريكث كاتالينا. بهذه الطريقة استطاع أبناء العم توسيع تجارتهم مع أمريكا اللاتينية والبرازيل، فضلا عن فرنسا، والبرتغال وامستردام.
لكن انتونيو انريكث كومث كان يشعر انه اسير الحنين المصيري متعذر عليه الرجوع الى اسبانيا وتقوية شرفه ومجده الادبي، الذي سيكلفه حياته. في أواخر 1649، قرر أولاد عم انريكث الاحتيال على نفقات المرتبطين الفرنسين واليهود. وتركوا عوائلهم ورجعوا الى اسبانيا وبدؤوا حياة جديده بأسامي مزوره. ومكث في البداية في غرناطة وفي سنة 1651 انتقل الى اشبيلية، حيث عاش تحت هوية رجل نبيل سيد فرناندو دي ثراتَ، وبسريه اقام مع شابه من غرناطة اسمها ماريا فليبا دي اوثس، وكتب وعرض اعمالاً كوميدية تحت اسمه المستعار. وخلال اثنى عشر سنة استطاع الهروب بهذه الهوية من رقابة محاكم التفتيش. وفي النهاية في 21 سبتمبر 1661 استطاعت قوات اوفيثيو المقدس تشخيصه ومفاجأته في بيته، بعد ان اعترف بهويته الحقيقية وانه يهودي سري خلال المنفى في فرنسا، وتوفى انريكث كومث في السجن سنة 1665، واعترافاته أودت بابن عمه في السجن. في عمل للكاتب مايكل ماكجاها أوضح ان انتونيو انريكث استطاع ان يمتلك اسماً مزوراً ثالثاً وهو كاتب المسرح فرانثيسكو دي فيكاس.
كان انريكث كومث في مدريد بارعاً في العقيدة اليهودية، لكن فقط في القناعة وبدون ان يتجرأ فعل أي ممارسة دينية غير كاثوليكيه. في بيت عمه في بردوس كانت تمارس طقوس وصلاة الديانة اليهودية. وفي اخر ثلاث سنين لم يعد يمارس الطقوس الدينية الكاثوليكية واتجه الى الديانة اليهودية في منزله العائلي، وكتب اعماله السرية في الدفاع عن الديانة اليهودية. وبعد عودته الى اسبانيا، رجع الى متابعة اليهودية في قلبه فقط. بعض النقاد تقبلوا فكرة انضمام انريكث كومث بشكل سري الى اليهودية خلال مدة معينه من حياته، فوجدوا سبباً مهماً، وهو البحث عن ادراجه في الشبكات الاقتصادية اليهودية البرتغالية.
ولكونه تاجر كان قد تعلم الآداب بشكل تلقائي، واعتبر شاعراً ذا شعر بسيط "شاعر الطبيعة". جزء من اعماله الشعرية الغنائية ذات موضوعات عاطفيه، واخلاقية ودينية من الكتاب المقدس، جمعت في الأكاديميات الأخلاقية الفكرية (برديوس، 1642)، التي تحتوي على اربعة اعمال مسرحية، في كثير من قصائده يبرز بقوة موضوع المنفى والشوق الى البيت القديم.
اما أعمال المسرحية الكوميدية أنتج انريكث كومث بين عامي 1632-1636عدة مسرحيات للمسرح المدريدي ووصل الى نيل شهرة كبيره، في 1635 شارك أيضا في شعر يرثي لوبي دي فيكا المتوفى قبل أيام. ينتمي الى مدرسة بدرو كالدرون دي لا باركا كونه كاتب مسرح. في 1649 معددا عنوانات اعماله المسرحية التي كتبها في ذلك الحين، قال: "كانت مؤلفاتي المسرحية واحداً وعشرين" ومعظمها تتناول مواضيع تاريخية ومؤامرات جديدة. في الجزأين لعملة فرنان مندث بينتو يروي مغامرات المكتشف البرتغالي في الصين. رجع الى نشاطاته المسرحية في عام 1651-1660. الثلاثون عملاً الذي وقعها باسمه الاسباني المستعار دون فرنانندو دي ثارات، كان جزء كبير منها سرقة علمية معادة في الصياغة لأعمال كتاب اخرين. كثير من اعماله في تلك الفترة تعالج اساطير لمقدسين، بينما في مسرحه السابق المواضيع المسيحية كانت غائبه تقريبا. في عمله المديح السري للكواكب السبعة وهو عمل على خطى الشهير كالدرون دي لاباركا بشكل كامل وعرض في اشبيليه عام 1659؛ يقدم فيه كيف ان الانسان على الرغم من المزايا التي تقدم له على الكواكب يفقد النعمة ويسترجعها بعد الاعتراف بخطاياه. النقد الادبي في القرن التاسع عشر حكم على هذا العمل بانه متفوق على مسرحياته الكوميديه واستبعد احتمالية انها كتبت من قبل الكاتب نفسه.
من اعماله الروائية الأكثر قراءة قرن الفيثاغورس، وحياة دون غريغوريو غواداني مكونه من قسمين بالشعر والنثر تروي كل منها حياة مختلفة لروح تناسخ جسد بآخر. وقصتين أخرتين تنتمي الى الجنس نفسه ذات الرمز الأخلاقي مع العناصر الهجائية الأخلاقية. كتب عمله ذنب المهاجر الأول بالشعر تماما بينما عمله برج بابل يخلط النثر بمختلف أنواع الشعر. كلا العملين يرويان مصائب رجل اسمه أدام او المهاجر في منتصف حضارة انسانيه منحرفه التي تصور حضارة اجتماعية متحضرة في مدريد.
بعد قراءة هذا المقال نستخلص ان اليهود يكذبون كثيرا، وينتحلون صفات غير حقيقة، وليس لهم وطن ثابت؛ لذلك مازال تمسكهم بأرض العرب (فلسطين) بالاضطهاد والمعارك الإرهابية، والمجازر اليهودية ضد الأبرياء في البلد العربي (بيت المقدس).
***
ترجمة واعداد: ا.م. لقاء محمد بشير حسن
جامعة بغداد/كلية اللغات/قسم اللغة الاسبانية