ثقافة صحية
الكورونا.. مجابهتها على ثلاث جبهات
لضمان أكبر احتمال للسلامة تجاه الكورونا، علينا ان نحاربها على ثلاث جبهات، تعتمد فيها استراتيجيتنا على فهم المرض:
الجبهة الأولى هي: السعي لتجنب الإصابة
يعتمد نجاحنا في هذه الجبهة على معرفتنا بالمرض وخواصه والتي تتخلص في طريقة انتقاله ومدى بقاء الفيروس على قيد الحياة، وليس لدي ما أقوله هنا سوى تكرار المعروف: تجنب الخروج الى المناطق المزدحمة، غسل اليدين، تجنب لمس الأشياء في الخارج قدر الإمكان باليد، استعمال الكفوف او الملابس، تجنب لمس الأنف او العين إلا بعد غسل اليد، عدم الاقتراب من الاخرين لمسافة اقل من متر ونصف، وربما لبس الكمامات.
بالطبع، ان تمكنا من الانتصار في هذه الجبهة فلن نحتاج الى الجبهتين الباقيتين
الجبهة الثانية: المحافظة على وضع صحي للجسم.
كيف ينتصر المصاب بالكورونا على الفيروس، وكيف يحدث العكس؟ يجب ان نفهم ان الصراع مع الفيروس حتى الآن يعتمد على مناعة الجسم وليس على الأدوية، فبشكل عام لا يملك الطب ادوية لقتل الفيروسات. ويدور الصراع في المصاب في جهازه التنفسي، حيث يقوم الفيروس بمهاجمة خلايا الرئة واتلافها. وينتج عن ذلك ضيق متزايد في التنفس. في هذه الاثناء يقوم جهاز المناعة في الجسم بمحاولة فهم الفيروس والتعرف عليه للتعامل معه وابتلاعه. لذلك فهي معركة سباق مع الزمن. وقد يبلغ المرض الحاجة الى إعطاء المريض جهاز تنفس الاوكسجين للتعويض عن نقص حجم الرئة الفعال، وهذا اهم ما تقدمه المستشفى للمريض، لإطالة المعركة وإعطاء جهاز المناعة الوقت الكافي للتغلب على الفيروس.
إذا فهمنا هذا، يصبح من الواضح أن أفضل ما نستطيع عمله هو ان نكون متهيئين للمعركة بجسم سليم نشط. ويتم ذلك بممارسة الرياضة قدر الإمكان أولاً، فهذا يساعد على صمود الرئة والقلب في حالة حصول المرض. كما ان تنشيط الخلايا الخاملة في الرئة له تأثير إيجابي ايضاً. ويمكن ذلك من خلال تمارين الاستنشاق العميق وحفظ النفس ثم الزفير. وكذلك من خلال ممارسة الرياضة التي تجعل الانسان يلهث، لأنه بذلك يستخدم كل رئته ويتصرف كما لو كان في حالة المرض ككل، وخاصة الرئتين والقلب.
النقطة الأخرى المهمة جداً في قوة جهاز المناعة هي: النوم الكافي! ولعلها أخطر واهم نقطة على الاطلاق بالنسبة لجهاز المناعة. فنحن نلاحظ مثلا اننا ان أصبنا بالرشح، فان اهم ما نستطيع ان نفعله هو النوم. قد تكون المشكلة هنا ان ظروف الاضطرار للبقاء في البيت ستجعل الشخص اقل قدرة على تنظيم وقته والنوم في الوقت المناسب. علينا ان ننام جيدا وكفاية (لا اقل من 7,5 ساعة في اليوم) رغم كل ذلك.
واخيراً من المهم ان يحصل المرء على طعام جيد من الفواكه والخضر، وألا يعاني من نقص الفيتامينات وخاصة فيتاميني آ (A) و د (D) فهما مهمان للمناعة.(1)
كذلك من المهم بالنسبة للمرضى خاصة السكر وضغط الدم والقلب، الالتزام بدقة وبشكل أكثر من المعتاد بالتعليمات الطبية في هذه الفترة.
الجبهة الثالثة والأخيرة هي: الحالة النفسية!
ليس من السهل المحافظة على الحالة النفسية بشكل جيد في ظروف الأوبئة، والحجر المرافق لها، والاضطرار الى البقاء في البيت وربما انتفاء الخصوصية الضرورية، وصعوبة الترفيه عن النفس إلا بحدود معينة. طبيعي ان ليس للحالة النفسية تأثير مباشر على الإصابة بالفيروس، لكنها بشكل عام تضعف مقاومة الجسم في حالة الإصابة. ولكن أوضح من هذا تأثيرها غير المباشر. فالمنزعج نفسياً سيجد صعوبة في النوم بشكل منتظم، وبتحمل القواعد والالتزام بها لفترة طويلة، مثل عدم الخروج والتسوق قدر الإمكان والالتزام بالحركة والرياضة والانتباه لعدم لمس الأشياء الخ.
من العوامل المساعدة على المحافظة على الصحة النفسية قيام المرء بعمل مفيد، يشعر من خلاله ان الأيام لا تمضي سدى. لذلك يجب محاولة ملئ الوقت بأعمال مفيدة أو هوايات مسلية ونافعة، كالقراءة أو الرسم او تعلم شيء ما من خلال الانترنت.
سنقدم لاحقاً بعض الاقتراحات المفيدة، وحتى ذلك الوقت، اقترح عليكم متابعة صفحتنا "فيديوات لفهم العالم"(2) ففيها عدد من الفيديوات الرائعة والمفيدة جداً، ويتم هذه الفترة بالذات نشر فيديوات رائعة من كتاب "التاريخ غير المروي للولايات المتحدة" للسينمائي اوليفر ستون، كما ان الصفحة تحتوي على فيديوات أخرى مهمة وافلام.
أخيراً أتمنى لكم ولجميع اهلكم واصدقائكم السلامة والصحة.
.
صائب خليل
...........................
(1) Vitamin effects on the immune system: vitamins A and D take centre stage
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2906676/
(2) فيديوات لفهم العالم - Home
https://www.facebook.com/vid2understand/