أوركسترا

11 سؤالًا ينبغي أن تُطرح في الموعد الأول / ترجمة: د. محمد غنيم

بقلم: أنجيلا هاوبت

ترجمة: د. محمد غنيم

***

يمكنك قضاء الساعات التي تسبق موعدك الغرامي منشغلًا بالهوس بتصفيفة شعرك، أو مكياجك، أو ملابسك. أو يمكنك توجيه تلك الطاقة نحو ابتكار أسئلة تطرحها على الشخص الذي تشارك معه سلة خبز لمعرفة ما إذا كنتما قد ترغبان في تناول العشاء معًا مدى الحياة.

تقول دامونا هوفمان، مدربة المواعدة الشهيرة، ومقدمة بودكاست Dates & Mates، والخبيرة الرسمية في العلاقات العاطفية في برنامج The Drew Barrymore Show:

"هناك الكثير من خيبات الأمل في عالم المواعدة اليوم، وأحد أهدافي هو تمكين الناس من إدراك مدى تحكمهم في حياتهم العاطفية. من المهم للغاية أن تعبر عن نفسك بوضوح وتتعرف جيدًا على الشخص الجالس أمامك، حتى تمنح نفسك أفضل فرصة لاستمرار العلاقة أو تكتشف مبكرًا إن كانت هذه العلاقة غير مناسبة لك."

سألنا هوفمان وإحدى قصص النجاح من برنامج الحب أعمى / Love Is Blind عن الأسئلة المثالية للموعد الأول—وما الذي قد تكشفه الاجابات عنها :

1-  ما آخر حفل موسيقي حضرته؟ وماذا عن أول حفل؟

تنصح هوفمان بطرح أسئلة تشجع الطرف الآخر على سرد قصة. بدلًا من السؤال عن نوع الموسيقى التي يفضلها—والحصول على إجابة عامة مثل "أستمع إلى كل شيء قليلًا"—يمكنك تحفيز شعوره بالحنين إلى الماضي بسؤاله عن أول حفل موسيقي حضره، بالإضافة إلى آخر حفل. وتوضح هوفمان: "هذا لا يمنحك فقط فكرة عن الشخص الجالس أمامك، بل يكشف أيضًا عن ارتباطاته العاطفية." بالإضافة إلى ذلك، فإن تبادل الذكريات الجميلة يمكن أن يعزز الشعور بالألفة والترابط."

2- عليّ أن أعرف: هل أنت شخص صباحي أم كائن ليلي؟

تقول هوفمان إن الأسئلة ذات الخيارات الثنائية تعمل بشكل جيد، مثل سؤال الطرف الآخر عمّا إذا كان يفضل الاستيقاظ مبكرًا أم السهر ليلًا. تضيف: "أنا شخص صباحي حتى النخاع"، مشيرة إلى أن هذا السؤال سيسمح لها بالتحدث بحماسة عن طقوسها الصباحية وحبها للشمس.

أما إذا أجاب الطرف الآخر بأنه يحب السهر، فسيكون هناك مجال لاستكشاف مزيد من التفاصيل حول كيف يقضي ساعاته الليلية، مما قد يفتح الباب لمناقشة أنماط الحياة والاهتمامات المشتركة. بالمناسبة، ليس بالضرورة أن تكون هذه الفروق في أنماط الحياة عقبة في العلاقة—فهوفمان نفسها متزوجة من شخص ليلي!

3- ما هدفك العاطفي؟

إذا كنت تبحث عن التزام طويل الأمد، بينما يعيش الطرف الآخر مرحلة من العلاقات العابرة، فمن الأفضل معرفة ذلك مبكرًا. ومع ذلك، يخشى كثيرون طرح هذا السؤال، وفقًا لهوفمان، لأنهم لا يريدون مواجهة خيبة أمل أخرى أو يخشون أن يبدو السؤال مباشرًا جدًا في وقت مبكر من العلاقة. لكن هوفمان تنصح بطرحه على أي حال: "كلما كان سؤالك أكثر وضوحًا، حصلت على إجابة أوضح. فالناس يخبرونك من البداية من هم حقًا."

4- ما الذي يحمسك في عملك؟

الجميع يعلم أن سؤال "ماذا تعمل؟" بات تقليديًا ومملًا، لكنه يظل مهمًا. لذلك، تقترح هوفمان طرحه بطريقة أكثر تشويقًا، مثل سؤال الطرف الآخر عن أهدافه المهنية أو المشاريع التي يعمل عليها بحماس حاليًا.توضح: "لا أريد أن تتحول المحادثة إلى نقاش طويل عن العمل في الموعد الأول، لأن هذا ليس الهدف منه." لكن هذا السؤال يمكن أن يكون مدخلًا للحديث عن الأشياء التي تشعل الحماس لدى الطرف الآخر وتكشف عن شغفه.

5- من هو أقرب شخص إليك في عائلتك؟

المفتاح في هذا السؤال هو تجنب الحكم على إجابة الطرف الآخر. توضح هوفمان: "علاقة الشخص بعائلته لا تحدد بالضرورة علاقته بك." وتضيف أنها تسمع من بعض الأشخاص الذين يقولون: "أنا نشأت في أسرة مترابطة، لذا يجب أن يكون شريكي قريبًا من عائلته أيضًا." لكنها ترى أن هذا الافتراض قد يحرم الشخص الآخر من فرصة أن يكون مستقلًا بذاته.

ومع ذلك، يمكن أن تكشف إجابة هذا السؤال عن بعض المؤشرات المهمة حول المستقبل—سواء كان ذلك يعني قضاء عيد الميلاد وسط احتفال عائلي حميمي، أو الهروب إلى جزيرة استوائية بعيدًا عن الجميع!

6- حدثني عن أعز أصدقائك.

تعرفت تايلور كراوس على زوجها، جاريت جوزمانز، في الموسم السابع من برنامج الواقع " الحب أعمى " على Netflix—ما يعني أنها تعرفت عليه من خلال جدار، حيث كانا يلتقيان في غرف معزولة صغيرة، يسمعان صوت بعضهما دون أن يتمكنا من الرؤية. وقد احتفل الزوجان، اللذان أعلنا خطوبتهما قبل أن يلتقيا وجهًا لوجه، بذكرى زواجهما الأولى في نوفمبر.

تقول كراوس إن طرح الأسئلة الذكية على زوجها المستقبلي كان "كل شيء". فقد حرصت على اختيار أسئلة هادفة تكشف عن أمور جوهرية، سواء من خلال الإجابات نفسها أو من الطريقة التي يتم الرد بها. من بين هذه الأسئلة، تفضّل سؤال الطرف الآخر عن أعز أصدقائه بدلًا من سؤاله مباشرة عن عائلته. وتوضح: "الأصدقاء هم العائلة التي تختارها، وأعتقد أن هذا يمنحك فكرة أفضل عن الأشخاص الذين يحيط بهم شريكك المحتمل." كما ترى أن الحديث عن الصداقات يجب أن يكون ممتعًا—وإذا لم يكن كذلك، فقد يكون ذلك مؤشرًا على شيء ما أيضًا.

7- ما الذي يجعلك تشعر بالحياة—وما الذي يوجد على قائمة أمنياتك؟

تبادل الحديث حول قائمة الأمنيات يمكن أن يساعدك وشريكك المحتمل في تكوين صورة أوضح عن مستقبلكما معًا ومدى توافق اهتماماتكما. تقول كراوس: "هذا يمنحك فكرة عن كيفية رغبة الطرف الآخر في قضاء لحظات حياته الأكثر إشباعًا." وترى أنه سؤال بسيط وممتع، لكنه يكشف أكثر من مجرد معلومات سطحية. على سبيل المثال، زوجها شغوف بصيد الأسماك بالرمح، بينما تعشق هي السفر، وسرعان ما أدركا أن اهتماماتهما يمكن أن تتكامل بسهولة ليقضيا وقتًا ممتعًا معًا.

8- من هو قدوتك، ولماذا؟

يساعدك هذا السؤال في فهم الشخص الذي يسعى شريكك المحتمل ليكون مثله. توضح كراوس: "غالبًا ما يكون القدوة أحد الوالدين، ونحن نعلم أن البيئة والتربية تؤثران بشكل كبير على شخصيتك وكيفية تصرفك في المستقبل." لكن إذا كان قدوته نجم سينمائي متقاعد بسجل إجرامي وعدد من العلاقات الفاشلة أكثر من أدواره السينمائية الأخيرة؟ حسنًا، هذا شيء من الجيد معرفته أيضًا.

9- هل ترغب في إنجاب أطفال؟

يُعد هذا من الأسئلة الكبيرة- ولا يوجد سبب لتأجيل طرحه. فوجئت كراوس عندما اكتشفت أن العديد من معارفها لم يناقشوا مسألة إنجاب الأطفال قبل الزواج، ثم اكتشفوا لاحقًا أنهم افترضوا ببساطة ما يريده الطرف الآخر، أو اعتقدوا خطأً أن شريكهم قد يغير رأيه بمرور الوقت. تقول: "ربما لا تحتاج إلى اتخاذ قرار نهائي في تلك اللحظة، لكنه يمنحك فكرة عن الاتجاه الذي قد تسير فيه العلاقة، ورغبات الطرف الآخر."

10- ما أسلوب الحياة الذي تحلم به؟

قليلون يستمتعون بالحديث عن المال—فهو موضوع محرج غالبًا. لكنه ضروري لضمان توافق التطلعات بين الشريكين. تقول كراوس: "الواقع هو أن المال يحدد أسلوب الحياة الذي نستطيع أن نعيشه، ومن الطبيعي أن يطمح بعض الأشخاص إلى نمط حياة معين، لكن ذلك قد يتطلب منهم العمل 14 ساعة في اليوم." ربما يكون ذلك مقبولًا بالنسبة لك، وربما يكون عائقًا كبيرًا—في كلتا الحالتين، من الأفضل مناقشته بصراحة.

11- ما رأيك في ... (أدخل هنا قيمة تهمك)؟

إذا لم يكن الشريكان على توافق بشأن القيم الأساسية، فمن غير المرجح أن تنجح العلاقة. تقترح كراوس اكتشاف ذلك بطريقة مفتوحة. على سبيل المثال، بدلًا من سؤال "هل أنت نسوي؟"، من الأفضل طرح السؤال بشكل غير مباشر مثل: "ما رأيك في النسوية؟" (ويمكنك استبدالها بأي قيمة أخرى تهمك).

وتضيف: "دع الشخص يخبرك ويُظهر لك بالضبط كيف يشعر حيال الموضوع. إذا كان دفاعيًا بشدة، فقد يكون ذلك مؤشرًا مهمًا." وترى أن القدرة على التعبير بصراحة عن المبادئ الشخصية أمر بالغ الأهمية، لأنه لا يمكن لعلاقة أن تنجح إذا كان أحد الطرفين يخفي جزءًا أساسيًا من شخصيته. وتؤكد: "لا يجب عليك المساومة على قيمك—لا تضيّع وقتك إذا لم يكن هناك توافق في هذا الجانب."

(انتهى)

***

.........................

الكاتبة: أنجيلا هاوبت / Angela Haupt محررة الصحة والعافية في مجلة TIME. تتناول مواضيع السعادة وطرق العيش الرغيد..

 

في المثقف اليوم