حوارات عامة

مصطفى الخليل يحاور د. محمد حبش حول كتابه "المذهب الإنساني في الإسلام"

يرى المفكر الإسلامي الدكتور "محمد حبش" في كتابه"المذهب الإنساني في الإسلام" أن "الإنسان" أهم من "الدين"، مستدلاً على ذلك من القرآن الكريم، والذي أشار في مواضع كثيرة بوصف الإنسان"خليفة الله في الأرض" و"سيد الكون" وهذا مايُعد أعظم تشريف وتكريم لبني الإنسان.

وينطلق الدكتور"حبش" من رؤيته حول علاقة الإنسان بالدين من الفلسفة الصوفية العرفانية التي ترى أن "المعرفة" أكثر شمولاً من "العلم" وأن "العلم" ما هو سوى فرع من فروع "المعرفة"؛ ويُقصد بالمعرفة هنا معرفة الله وأسرار وجود الكوني والإنساني؛ فهي رؤية فكريّةٌ، وعلميّةٌ، ودينيّةٌ عميقةٌ، تسعى إلى معرفةٍ مباشرةٍ وتفصيليّةٍ بالله سبحانه وتعالى، وفق منهج وبناء معرفي، أساسه الإشراق الباطني والكشف والشهود القلبي.

وصدرت الطبعة الأولى من كتاب "المذهب الإنساني في الإسلام" عن دار "لبنان الجديد" ودار "ندوة العلماء" عام 2022، ويقع في خمسة فصول، يتناول خلالها عدة محاور منها ظهور الاتجاه الإنساني في الإسلام، وملامح المذهب الإنساني في التاريخ الإسلامي، وأسباب تعاظم ثقافة الكراهية في المجتمعات الإسلامية، كما ويناقش ظاهرة "الإسلاموفوبيا" وانتشارها في الغرب، ومنعكساتها على العلاقات ما بين المسلمين والمجتمعات الغربية.

1- الدعوة إلى المذهب الإنساني في الإسلام ليست جديدة، وإن اختلفت المسميات، لكن برأيك لماذا تتعطل هذه الدعوة دائماً كلما حاولت النهوض والاستمرارية، على الرغم من أن التاريخ الإسلامي يحفل بالعديد من المواقف البارزة في هذا الاتجاه؟

- هناك اتجاهان في التعامل مع المسألة الإنسانية أنسنة الإسلاميات أو أسلمة الأنسانيات، وقد حددت اتجاهي في الأفق الأول، وبات من تحصيل الحاصل أن أنسنة الإسلام ستؤدي إلى أسلمة الأنسنة لا محالة.

الحديث عن الإنسان كذات كريمة على الله ليست محل خلاف من أحد، وقد فصل القرآن الكريم الحطاية في أكثر من عشر سور وكرر رسم المهرجان السماوي الأكثر جلالاً حين سجدت الملائكة لابن آدم في صورة واضحة لتسخير الكائنات كلها من أجل الإنسان، بحيث يكون خليفة الله في الأرض.

ولكن هذا التراث الأدبي والإيحائي على الرغم من جلاله وهيبته، لم يكن كافياً من الجهة الحقوقية لاعتماد الإنسان محوراً للتشريع بحيث تنتج الأحكام وفق لحاجاته الحقيقية وتأسيساً على سعادته، وظل النص الديني ينوس بين تكريم الإنسان للغاية كسيد على الملائكة أجمعين وبين نصوص أخرى تنبه إلى هوان الإنسان وضعفه وعجزه وجهله، إن الإنسان خلق ضعيفاً، كنودا، جهولاً، أكثر شيء جدلاً.

في قراءتنا للمذهب الإنساني في الإسلام كنا نعمل على تحقيق محورية الإنسان في التشريع بحيث تكون القيم الإنسانية التي اتفقت عليها البشرية مصدراً أساسياً للتشريع، لها قوة الكتاب والسنة، بل إن القيم الإنسانية التي اتفق عليها البشر  تملك قوة نسخ الوحي الكريم أو تقييده أو تخصيصه، وهذا ما بيناه بوضوح في الكتاب.

2-  كانت الشخصيات الإسلامية الأولى والمؤثرة مثل الخليفة عمر بن الخطاب وغيره أكثر جسارة من علماء المسلمين في عصرنا الحالي على ترجيح الجانب الإنساني على النص، وحتى على الحدود، ماهي أسباب ذلك؟

- عمر شخصية عبقرية بلا شك، ولعل أوضح مواقفه في إعلاء الجانب الإنساني هو موقفه الشديد ضد حروب الردة، ورفضه إرغام الناس على الاعتقاد، وقد اشتد في معارضته وخلافه حتى أغضب الصديق وقال له: أجبار في الجاهلية خوار في الإسلام يا عمر، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها لرسول الله لقاتلتهم عليها.

وكان منحازاً باستمرار إلى الإنسان، وقد نجح في إنهاء حروب الردة فور تسلمه للخلافة، وبدلاً من الحروب عقد مصالحات للقبائل واعاد الاعتبار لكثير من قادة حروب الردة، ومن هؤلاء طليحة بن خويلد الأسدي وأصحاب لقيط بن مالك الأزدي، وأبو مريم الحنفي وآخرون وكثير منهم كان قد ادعى النبوة وأعلن أنه رسول ناسخ للإسلام، ولكن عمر تعامل معهم وفق منطق العدالة الانتقالية، ونجح في تأهيلهم مرة أخرى ليشاركوا في بناء الحضارة الإسلامية.

وفي الجانب الإنساني أطلق عمر سلسلة مباردات جمعها الرواة فيما بعد تحت عنوان موافقات عمر، وفيها كان عمر يتحدث عن اقتراحات على الوحي نفسه، ولو ذهبنا نستعرض هذه الااقتراحات لوجدنا أنها تتمحور حول حاجات الإنسان، وفي هذا السياق اعترض بشدة على قسمة الغنائم على الفاتحين، وحين جاءه الصحابة غاضبين أنه يغير ما كان عليه الرسول قال لهم بكل شجاعة: والله لا أقسم فيكم أرضهم ولا فيئهم، إنها أرضهم زرعوها في الجاهلية وقاتلوا عليها في الإسلام، ورد المال في العراق إلى أهل العراق، على الرغم من وجود نصوص صريحة تجعل القسمة للفاتحين.

إن افضل طريقة لفهم الجانب الإنساني في سياسات عمر هو قراءة موافقات عمر الثمانية عشرة التي كانت في معظمها استدراكاً على الوحي، ومن العجيب أن الوحي كان يأمر بتصحيح الأمر على وفق رؤية عمر، وفيما يرى النصوصيون ذلك تهويناً من أمر الوحي، فإنني أراه انسجاماً بين الوحي والإنسان، واستجابة لمنطق ديمقراطية التشريع.

3- لماذا كلما تقدم الزمن ازداد المسلمون تمسكاً بحرفية النص وتقديسه؟ وهل هذا ناتج عن قصور في معرفة مقاصد الشريعة؟ أم بسبب ابتعاد الناس عن دينهم ( كما يرى الكثير من المسلمين اليوم)؟ أم أنه نتيجة حتمية لتوقف الاجتهاد في الفقه؟

- لقد شرح القرآن بوضوح أمراض الأمم، وأوضحها مرض الغلو في الدين، وقد وقع المسيحيون في الغلو في المسيح حتى نصبوه مع الله إلهاً، وأعتقد أن المسلمين وقعوا في الغلو في القرآن الكريم فأخرجوه عن سياقه ككتاب تربية وأدب وموعظة إلى كتاب تشـريع حاكم في كل زمان ومكان، وهو منطق لا يمكن قبوله إلا بقدر كبير من التعسف ومغالبة العقل، حيث اتفق المسلمون في هيئاتهم الرسمية والأكاديمية مثلاً على منع العمل بنصوص كثيرة لم تعد مقبولة في هذا الزمان، أو باتت مناقضة للقيم الإنسانية بحكم تغير الزمان والمكان، وكان كثير من مشايخنا إلى عهد قريب يطالبون بإحياء شعائر الإسلام من الجهاد والجزية والسبي والاسترقاق وقطع السارق ورجم الزاني، ولكن التطبيق الفعلي لهذه الممارسات عبر الحركات المتطرفة فرض على المسلمين مراجعات عميقة في هذا الشأن وتوقفت هذه الدعوات على مستوى الفقهاء الأكاديميين على الأقل، مع أنها لا زالت في جوهر الخطاب الوعظي الغاضب.

وبدون أي تردد فإن بإمكاننا اليوم أن نرصد حركات الإسلام السياسي التي دخلت البرلمانات واعتمدت الديمقراطية كما هو الحال في المغرب والجزائر وتركيا وأندنوسيا وماليزيا فإنه لا يوجد حزب إسلامي تحت قبة برلمان يطالب بهذه العقوبات أو يدعو إلى عودة الجهاد والفتح وتخيير الناس بين الإسلام والجزية والسيف، لقد أصبح ذلك حزءاً من الماضي، وبات الفقهاء يتقبلون نظم الدولة الحديثة وقيم حقوق الإنسان.

لقد تطورت التشريعات والدساتير بشكل واضح في البلاد الإسلامية، بغض النظر عن التطبيق المحكوم بإرادة الاستبداد، وباتت الدساتير في العالم الإسلامي كله تنص بوضوح على مساواة الأديان ومساواة الإنسان بالإنسان وبات كل تمييز بين البشر يعتبر بمثابة انتهاك دستوري، وترى هذه الدراسة أن ذلك تم بجهود الفقهاء إلى جانب الإرادة السياسية.

ولكن هذا التطور  لا زال يواجه اعتراضاً شديداً من الواعظين من رجال الدين الذين يطالبون بالعودة إلى الكتاب والسنة في النظام الحقوقي المحلي والدولي وهو الأمر الذي سيتناقض دون شك مع قيم مساواة الأديان ومساواة الإنسان بالإنسان.

3- لماذا تمكنت السلفية وعبر فترة طويلة من الزمن من الثبات أمام كل التيارات الإسلامية الأخرى المناوئة لها، لابل واستطاعت أن تتمظهر وتتجدد بأشكال مختلفة كما في عصرنا الحالي؟

- لا بد من تحرير مصطلح السلفية أولاً، لان كلمة السلفية تنصرف عند الجماعات الإسلامية تحديداً إلى أتباع مذهب أحمد بن حنبل من مدرسة ابن تيمية وابن عبد الوهاب، ولكن أعتقد أن حواراً كهذا لا بد يتحدث عن السلفية كرؤية ماضوية، وهي تشمل كل الذين يرون أن السلف كانوا أحكم من الخلف وأعلم وأنجح وأرضى لله، وأن علينا أن نتبع خطواتهم ومناهجهم وأساليب حياتهم، وبهذا المعنى فإن معظم الجماعات الإسلامية سلفية بما فيها الصوفية الذين يخوضون باستمرار حوارات طاحنة مع السلفية ولكنهم في النهاية ينكفؤون إلى احتيارات السلف من أئمة الرواية أو السلف من أئمة الطريقة، فالحال في الفريقين هو البحث عن الحلول في أعمال السلف، وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف.

4- بغض النظر عن أي تفسيرات أخرى..أليس هذا دليل على مرونة السلفية وعلى قدرتها على مجاراة العصر ومتغيراته؟

- السلفية فكرة سهلة، وهي أن الحلول موجودة بالكامل ولا يطلب إلا وضعها موضع التنفيذ وكلها مجللة بقداسة الوحي، وكلما أوغلت في العبارات الإطلاقية: للناس كافة، صالح لكل زمان وكل مكان، أأنتم أعلم أم الله؟ وفي اللحظة التي يقتنع فيها المرء بأن السلف جيل مقدس وأنه أمواج ملائكية مشت على الأرض فإن اختيار المنطق السلفي سيكون تحصيل حاصل خاصة مع الاتفاق على بؤس الواقع وعقم الحلول النهضوية خلال العقود السابقة.

وفي الواقع فإن كل الحلول ترتد سلفياً في ظل الإحباط، وسيبقى الارتداد السلفي ملاذاً وحضناً مرغوباً لدى الجمهور حتى يتم إنجاز مشروع نهضوي حقيقي ينقل الناس للعيش في الواقع.

إن ما نعمل لأجله هو مساواة الأزمنة، والنظر إلى عصر السلف بعين نقدية بصيرة، وإسقاط القداسة عن السلف الذين تحاربوا واقتتلوا ومارسوا الغزو والاجتياح وقدّسوا الحرب بكل تفاصيلها وعواقبها، ونقول بوضوح المقدس ليس في الماضي .. المستقبل أولى بالقداسة من الماضي.

5- هناك من يرى أن السلفية تمتلك قراءة موضوعية منطقية تتناسب مع الظروف التي تحيق بالمسلمين خاصة في ظل تصاعد خطاب "الإسلاموفوبيا" في الغرب في حين أن الصوفية والعرفانية لا تمتلك برنامجاً واضح المعالم (بحسب وجهة نظر الكثير من المسلمين) ما هو ردك على ذلك؟

- يمكن القول إن المنهج السلفي يقدم نفسه بصورة محكمة متينة، فهو فكرة واضحة، تملك النموذج الطهراني الذي يعرفه الناس، وقد حظيت في العقود الأخيرة بتطور مهم نقلها من السلفية الشعائرية إلى السلفية السياسية وكان للأعمال الهامة التي كتبها المودودي وسيد قطب تأثير كبير في إحكام الموقف السلفي كمشروع سياسي انقلابي قائم على الاستعلاء رافض للمساواة، حيث لا يمكن على الإطلاق في الإطار النظري المساواة بين شرع الله وشرع الناس، وهو ما كان وقود الحرب التي أشعلت العالم الإسلامي بلا هوادة.

وبعيداً عن السلفية الجهادية التي تؤمن بالتغيير عن طريق العنف فإن السلفية تكرس التمايز بين المسلم والعالم، وتعتبر الصراع حتمية وجودية، وتصر على نفي التشبه بالكفار في لباسهم وعاداتهم وللأسف في ديمقراطيتهم وفي وعيهم بحقوق الإنسان.

فيما يعتبر التيار الصوفي أكثر تصالحاً مع العالم، فهو يقوم على مبدأ التوسع في قبول إيمان الآخرين، وتفويض الحساب إلى الله ووجوب نشر المحبة بين الناس، ولكن التيار الصوفي والعرفاني لا يطرح مشروع دولة، ويمكنه أن يتبيأ الواقع المحيط إسلامياً أو غير إسلامي.

إن القدرة على نفي الصراع من وجهة نظري هي نقظة إيجابية تماماً، في حين أن حتمية الصراع ستبقى فكرة مدمرة مهما تجنبت الصراع العسكري فهي ستستنزف قدرات الأمة ولن تنجح في تحقيق النموذج المتفرد إلا على ركام من الخصومة والعداوات والقطيعة.

إن مواجهة الإسلاموفوبيا لا يمكن أن تتم بالغربوفوبيا ولا بالديمقراطفوبيا، سندور في الحلقة المفرغة، ولكن السبيل الصحيح هو بناء الجسور مع القوى المحبة للسلام وتعزيز مكانها في المجتمعات الغربية وصولاً إلى شراكة حقيقة في إعمار الأرض بدلاً من الخصام الأبدي.

6- هناك رأي عند جمهور علماء المسلمين وعند العامة من المسلمين أيضاً، أن الفقه الإسلامي كامل متكامل ولا حاجة لبروز مذهب جديد تحت أي مسمى، ولا بأس من تعديلات طفيفة و فق المقتضيات الحرجة، وهناك قسم آخر يرى أن إشكاليات العالم الإسلامي ماهي إلا نتاج محاولات التجديد السابقة و يستدلون على ذلك من خلال ما أفرزته الآراء الفقهية لشخصيات إسلامية مثل ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب، ماهو ردك على ذلك؟

- يجب التفريق بين الفقهاء وبين رجال الدين، فرجال الدين هم الذين يقمون بالشعائر وإلقاء المواعظ في المساجد ووسائل الإعلام،  أما الفقيه فهو ذلك العالم الذي يكلف من الدولة بإنتاج الأحكام العملية لوضعها موضع التنفيذ والإشراف عليها تشريعياً وقضائياً، وهذا الدور مستمر منذ فجر التاريخ الإسلامي وهو اليوم يتحقق بشكل لافت في الجهود التشريعيية التي يقوم بها الفقهاء المشرعون، ومن هذا الفقه الإسلامي ولدت القوانين الحديثة في المعاملات والجنايات والأحوال الشخصية في أكثر بلاد المسلمين.

قانون المعاملات المدنية في الإمارات مثلاً هو أبو القوانين وهو الذي نظم الحياة التشريعية في نهضة الإمارات وكل ما قام من جسور وجامعات وطرق ومتاحف وملاعب وكل ما قدم من شركات عالمية كبرى تسثمر في الامارات فقد تم تحرير عقودها وحقوقها عبر قانون المعاملات المدنية المستمج بالكامل من الفقه الإسلامي كما تقول ديباجته، والذي يأمر بالعودة إلى المذهب الحنفي عند سكوت النص، ولكن بالطبع ليس المقصود كتب المذهب العتيقة وإنما تطور الفقه الإسلامي المستمر، وهي ليست سحراً ولا إعجازاً بل هو حال كل القوانين في العالم التي تتطور بتطورالشعوب وتزدهر معها.

وقوانين المعاملات المدنية متشابهة في البلاد العربية في مصر والشام والعراق والخليج كلها نمت في روضة الفقه الحنفي وتطورت بتطور الحياة ولا تزال كذلك.

أما الفقه بمعنى العودة إلى مذهب أبي حنيفة أو مذهب الشافعي أو مذهب مالك وأحمد فهذه سلفية أخرى ولا تحمل أي رؤية واقعية أو تجديدية للحياة. المطلوب من الفقيه أن يجتهد لا أن يقلد، وهذا هو معنى الاستحسان والاستصلاح والعرف والذرائع وهي مصادر عقلية بامتياز مارسها الفقه الحنفي والمالكي خصوصاً وحكمت بها الدول الإسلامية قروناً طويلة، وهي تتجدد في رؤية مقاصدية باستمرار.

نعم إنني أطالب بنقد عميق للرواية ولكنني أثق ثقة كبيرة بالفقه باعتباره يحمل الأدوات القادرة على الاجتهاد الجديد بعيداً عن قفص الرواية.

13- في النهاية. ماهو موقف المذهب "الإنساني" من الشهادة في سبيل الله

- بدون أي تردد لا أعتقد أن الإنسان مدعو أن يضحي بحياته من أجل أي قيمة أخرى، إن النبي الكريم نص على أن المؤمن أعظم حرمة عند الله من الكعبة، ولو أن خلاص العالم يتطلب أن تقتل طفلاً بريئاً لظل هذا العمل غير أخلاقي.

إننا نحتاج لمن يعيش في سبيل الله وليس لمن يموت في سبيل الله، ومن المؤسف أن ثقافة الموت والشهادة تجاوزت منطق القرآن: وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم وتوسعت حتى صار الموت أصلاً والحياة استثناء، وهذا عكس حركة التاريخ، وفي ظل هذه الفكرة تم خوض حروب طاحنة، وفتوحات خطيرة ومدمرة، كان يمكن تجنبها لو أن الناس نشأت على ثقافة الحياة لا على ثقافة الموت.

***

حاوره: مصطفى الخليل

 

في المثقف اليوم