حوارات عامة
صفاء الصالحي يحاور القاص والروائي تحسين كرمياني
- تحسين كرمياني: لم تكن جلولاء مدينة عابرة كبقية المدن، بل هي مدينة مفصل حيوي في سفر التأريخ
- تحسين كرمياني: كلماتي نبض ضميري، القصة كوخي، والرواية حديقتي، والمسرحية أرجوحة قيلولتي، والشعر قيثارتي
تحسين كرمياني قاص وروائي ومسرحي ومقالي، عراقي من مواليد مدينة جلولاء 1959، ومن ابرز الكتاب الكرد الذين يكتبون باللغة العربية ويحتلون مكانة بارزة بين الأدباء العراقيين والعرب المعاصرين، بدأ مشواره كاتبا وقاصاً تميز بلغة عربية وسطى ذات حس شعري تنضح عذوبة، وسلاسة، قبل أن يلج فضاء التأليف المسرحي ويطرح فيها فلسفته الخاصة في محاربة الظلم والدكتاتورية في كل حين، بأسلوب يقترب من الأسلوب الواقعي ومن البناء الأرسطي التقليدي شكلا لبناء مسرحياته درامياً، ثم وجد من الرواية المساحة الأوسع للتعبير وإيصال الأفكار حتى باتت هويته الإبداعية.
تفجرت غزارة الكرمياني الإنتاجية بعد تغير النظام السياسي 2003،ولايزال يتمتع بتدفق الكتابة بشكل لافت. أغنى المكتبة العربية بخمسة مجاميع قصصية ومثلها كتب مسرحية بالإضافة إلى ثمانية روايات، وكتابين جمع فيها مقالاته المتنوعة. نالت منجزاته السردية اهتماماً نقدياً متميزاً بدراستها في اكثر من عشرة رسائل واطاريح داخل العراق والأردن وتركيا وأمريكا، بالإضافة إلى كتابين نقدين مهمين (مغامرة الكتابة) للدكتور محمد ناصر عبيد إذ حوت على 22 دراسة أكاديمية عن مجمل أعماله القصصية والروائية والمسرحية والمقالية، و(روايات تحسين كرمياني من غواية الكتابة إلى تجليات المنهج) وضمت 15 دراسة أكاديمية من تقديم ومشاركة الدكتور سامان جليل إبراهيم.
حصد الكرمياني جوائز عديدة ابرزها جائزة الإبداع عن المجموعة القصصية ثغرها على منديل ضمن مسابقة ناجي نعمان الثقافية الدورة الخامسة 2007لبنان، والمرتبة الأولى عن قصة مزرعة الرؤوس في مسابقة مركز النور 2008 السويد، علاوة إلى المرتبة الثانية عن رواية أولاد اليهودية جائزة نجيب محفوظ للقصة والرواية 2010 مصر.
الحوار
أرجو أن نبدأ حوارنا بنبذة عن حياتك ونشأتك، ومتى ادركت أول مرة أنك ترغب في أن تصبح أديبا؟
- لا أعتقد أن هناك اختلافاً متبايناً ما بين حياتي وحياة الآخرين، كلنا نولد أحراراً قبل أن نكتشف، بعد مسافة زمنية قليلة من العمر، أننا محاصرون داخل سجون مغلقة ومتنوعة، اقساها سجن العوز، الفقر، الحرمان، مضافاً إليها سجن الظروف السياسية، كونها السجن المركزي العام، فهو سجن من يحدد مسارات أحلامنا، قامعتها تماماً إلّا فيما ندر، لذلك نضطر اللجوء إلى وسائل المراوغة في الحياة، تصل ويا للأسف إلى فاصل التحايل والنفاق لنتجنب مخالب هذا السجن الأزلي والمرور بأمان إلى ضفة الحياة. ولدت متخماً بأحلام أجهلها، فعقل الطفل ما يزال ورقة لم تتهيأ لاستقبال ألف باء الحياة، كنت ألهو كما يلهو الأطفال، قبل أن أجد أن هناك شيئاً ما، مجهول الكنه، لكنه جاذب وجميل، في الرأس يسلبني معظم وقتي، التفكير وسط متاهات بلا نهاية، قبل أن أجد سجن الكتاب هو المنقذ من هذا الشرود المتواصل، كانت القراءة الخلدونية وكتاب النصوص والمطالعة وبعض الكراريس العسكرية والتي تتحدث عن المسدسات والبنادق وجدتها في حقيبة والدي كونه كان عسكرياً. في تلك اللحظة بدأت أرسم مع وجود ممانعة من السيد الوالد، كوني كنت بكر البيت، وأراد أن أهتم بدروسي وكنت متفوقاً فيها، تأخر ذلك حتى مرحلة المراهقة وجدت الخواطر العمودية ملاذ سالك لأكون شاعراً.
* كيف صنع كرمياني من شخصيات واقعية أو متخيلة وجوانب مهمشة أو مقصيّة، من أحداث بلدة جلولاء الصغيرة جغرافياً نموذج لأدب عام وإيصاله إلى حدٍ بعيد؟
- من وجهة نظري، الأدب هو الحياة، الحياة المنشودة، حياة الجمال والسلام، لم تكن جلولاء مدينة عابرة كبقية المدن، بل هي مدينة مفصل حيوي في سفر التأريخ، على أرضها طوى التأريخ صفحة مُظلمة لعبدة النار، وفتح صفحة ناصعة لحملة مشعل النور، على أديمها جرت واقعة جلولاء الشهيرة، فانتقلت المدينة من صفحة النسيان إلى صفحة الخلود، علينا أن ندرك، أن مثل هذه المدن تخزن في أرضها كنوز تتشرب إلى المواليد، جلولاء مدينة أدب وأدباء، مدينة شاكر نوري وجلال زنكابادي وسعد محمد رحيم وصلاح زنكنه وعدنان حسين وجمال نوري وروناك آزاد ورحمن وردة وعادل أصغر وحميد شكر وعامر العلي ومحاورك وووو. ألخ. أينما أحط موطئ قدمي، ثمة صرخة، أو فرحة، أو ومضة فكرة، تدفعني نحو طاولة الكتابة، في جلولاء شخصيات تبحث عن مؤلفين، ناجي وغبين ويحيى وخالد دلي وعدولي الذي بات يشغلني طويلاً لاحتوائه في عمل روائي بعد مقتله في أيّام سقوط البلدة، وووو. هؤلاء هم من يوصلون الفكرة والكلمات إلى مديات أوسع وأنأى لو تم التعامل معهم أدبياً، احاول ذلك لكن الوقت وطبيعة عملي حواجز مانعة مهادمة لكل فكرة وامضة ما تزال في ذاكرتي، رغم مساحة جلولاء وعشوائيتها لكنها كبيرة جداً في التاريخ، كبيرة بطبيعة كنوزها الشبابية وباتت حديقة تفريخ للأدباء عبر الأجيال، وهذا ناجم عن كونها مدينة لقاء، كانت مأوى لالتقاء القاطرات، محطة توزيع ما بين العاصمة بغداد وكركوك النفطية وخانقين النفطية أيضاً، وكانت موقعاً عسكرياً مهماً، كونها مدينة تربط الوسط بالشمال، لذلك وجدت منح شخصياتها على قدر أحلامها المقموعة لا على قدر هياكلها الخارجية.
* هل التعدد والتنوع الكلامي في الخطاب اليومي لسكان جلولاء من تأثير على لغتك ولغة كتاباتك الأدبية؟ وهل تدين للغة العربية في تنمية مهاراتك الأدبية؟
- من وجهة نظري البيئة هي من تحدد خطاب الأديب، هي من تصنعه وتمده بمواده المعرفية والثقافية، تنوع اللغات تمنح فرص أوسع للتحرك، ومساحات واسعة للكتابة، كون الاختلاط العرقي يوفر تنوعاً في الثقافات مما تمنح الأديب فرص أكبر للتعامل مع شخصيات متنوعة الأحلام وطبيعة العيش والإرث الثقافي والتقاليد، بكل تأكيد جلولاء ما تزال تمنحني أسرارها القديمة والحديثة، ولا أنكر أن اللغة العربية، كونها كانت لغة العيش والدراسة والقراءة، هي من صنعتني كاتباً، وسبق أن ذكرت مرة، أنا أكتب بثقافتين، وهذا ما يوفر لي مساحات غير منتهية من التنوع في ألوان الكتابة.
* تميزت نصوصك باستحضار مفردات منحوتة، هل هي وسيلة لتنمية اللغة وتجديد أساليبها في التعبير والبيان أم وجه من أوجه التفكه؟ وماهي دلالات مفردة جلبلاء؟
- عندما نكتب، هناك سلطة تتحكم بنا، سلطة الخيال، هي من تملي علينا، أشعر أنني كاتب عدل، عندما أكتب، هناك شخصية تقود مسار الكتابة، هذه الشخصية هي الخيال، نريد شيئاً، نعد أوراقنا، لكن أوان الكتابة تتغير الأمور، دائماً أجد شخصياتي تتمرد علي، أو بالأحرى على سلطة الخيال، لذلك أمنحها سلطة التحرر إلى حدٍ ما، أحدد واجباتها قبل أن تسدر في تهورها وتقودني نحو مزالق الواقع، المفردات تنهال أوان الكتابة، ربما يجدها البعض نوع من التغريدات الفائضة، أو قرع طبول، لكن شخصياً أجدها أملاح أو توابل، أو ضربات موسيقا لمنح المتلقي فرصة التزود بالوقود ومواصلة مساره نحو الخاتمة. وجدت من خلال الكتابة أن أصنع مدينتي الروائية، كانت وصفة جلبلاء هي التي فرضت أحقيتها، لم أفكر بمكنونها الداخلي، ربما جل البلاء هي من توحي للمتلقي سرها، وأرجو أن يغادرنا البلاء إلى أبد الآبدين، وافقت خيالي من غير مجادلة على فرضه، ومضت تتعاطف معي وأتعاطف معها، بعيداً عن تفسيرها المنطقي. فهي مدينة رواية محض، وإن كانت أحشاءها هي أحشاء مدينة طفولتي وشخصياتها واقع حال.
* هل قلت في الشعر والقصة والمسرحية كل ما تريد أن تقوله، قبل أن تكون الرواية هويتك الإبداعية، ولماذا الرواية تحديدا على حساب الأجناس الأخرى؟
- كلماتي نبض ضميري، القصة كوخي، والرواية حديقتي، والمسرحية أرجوحة قيلولتي، والشعر قيثارتي. من هذه المنازل الفكرية تنطلق حمم أفكاري وتدفعني أن أحرث أديم الورق بما تمطرني غيوم ذاكرتي من شآبيب الرؤى وحالوب الجمال. كان الشعر نبض المراهقة ودغدغات عاطفية لقلب يبحث عن مأوى، وكانت القصة القصيرة بيتاً صغيراً يسع أحلامي الصغيرة، أشبه بكوخ في حقل زراعي، فيه يجد الفلّاح المأوى من شمس الأصياف وأمطار الغيوم، وجدت في هذا الكوخ ملعبي ومسراتي، لكن هذا الكوخ وجدته لا يستوعب الغلال، بعدما زادت مساحة الحقول الزراعية وتنوعت الغلال، اكتشفت بيتاً أوسع فيه مخازن مفتوحة، أنه بيت الرواية، وكنت بحاجة إلى قيلولات المحارب لنيل الاستراحة، والتقاط النفس، كنت بحاجة إلى صنوي، أو أناي كي نتجاذب في محاورات لدحر الضجر وتقويم مسارات الحياة، تلك المحاورات منتجعات استجمام، أعني مسرحيات منحتني طاقة استثنائية في قوّة الحوار. يمكن التحسس بالنفس السردي المؤهل للرواية داخل معظم قصصي، من خلال أطوالها وتنوع طبيعة سردها، محاولتي الأولى في المسرح ما تزال نائمة ضمن ملفاتي المؤجلة، قبل أن أجد حماسة منقطع النظير في كتابة مسرحياتي الثمان، تركيزي على الرواية جاء كونها ديوان الزمن، وجدتها مجالس سمر للتأويل وقول كل ما يمكن قوله، الرواية صناعة حياة ممكنة ومحتملة، صناعة وطن وابتكار شخصيات تمارس حياتها كما يقترح الخيال. مهما كتبنا سيبقى الأهم مخزوناً في عقولنا وتلك هي أحابيل السرد وسر أسرار الأدب، نيكوس كازانتزاكس، لحظة احتضاره، قال لزوجته: أحتاج إلى عشر سنوات أخرى لأقول كل ما عندي! ليست المسألة تدرج وظيفي، أن يغدو القاص روائياً، موباسان أعظم قاص فرنسي فشل أن يكون روائياً رغم أنه كتب ست منها، وأليس مونرو الحائزة على جائزة نوبل حديثاً كقاصة بارعة كتبت روايات فاشلة، الرواية فطرة وموهبة وليست صناعة وتسلق مراتب، بعد حفنة خواطر طفولية ورسومات واقعية، تولعت فيَّ نزعة المغامرة للسباحة في المحيطات، ولعدم وجود خزين ثقافي، أو تجارب حياتية ملهمة، انتهت سباحتي البكر عند مسافة معينة بعد جرف النهر أو ساحل البحر بأمتار. في الرواية بوسعنا أن نوسع رقعة الحرب ضد اللانظام، ضد الرتابة، ضد القهر العالمي، ضد الجوع والتهميش والإقصاء والحروب المفبركة، يمكننا أن نمنح شخصيّات منسية مكانتها التاريخية، كونها تمتلك مساحة مفتوحة للتعبير وإيصال الأفكار. ولن أكتب ما لم أجد الكلمة أو الجملة أو المشهد يخسرني دموعي، أو يزيد من نبضات قلبي، أو يثير غضبي، وهذا سر اندفاعي نحوها بجنون أن جاز التعبير.
* أشار الناقد السوري الدكتور عبدالله أبو هيف بأنك قاص تكتب للقارئ على نحو مقصدي واضح؛ فأي قارئ تضعه قيد الاعتبار أثناء كتاباتك، وهل تكتب بقصدية مسبقة أو لأهداف معينة؟
- الكتابة غاية، رغم توفر عناصر التسلية، التسلية غايتها منح المتلقي فرص أكثر وأوفر للتعاطف والترويح عن النفس، من خلال تشخيصك، أقول؛ نعم، الكتابة عندي قصدية، إشهار الخراب، محاربة الظلم، وكل ما يعرقل حياة ويحدد حريات الناس، غالباً ما أضع نصب عيني، تنبيه المتلقي بمواطن الإخفاق والاحتراس، قد تجد الفضاء القصصي والروائي، غير المدروس جيداً في الدراسات الأكاديمية لدينا، الومض الفاعل في مجمل ما أكتب، أشار الدكتور أبو الهيف، وهو ناقد سوري كبير، إلى مفصل ما أكتب من قصص في كتاب (مغامرة الكتابة). لابد من قصدية وراء الكتابة، فالكتابة ليست نزف مشاعر شخصانية وكوابيس، بل غاية، لبيان الخبء المهمش والمقصي، لتجريد الحياة من ملابساتها وغموضها وغبار السياسة
* هل كان استخدامك الشخصيات بأسمائها الحقيقية في مسرحية " من أجل صورة زفاف" أو في البعض من قصصك ورواياتك اعتزازا بتلك الأسماء، أم كعنصر جذب ومتطلبات استراتيجية تعني ببناء النص وتركيب شخصياته؟
- من وجهة نظري، كل إنسان رواية، طالما يبدأ من نقطة ويتوسع قبل أن ينتهي في نقطة، يبقى الخيال هو من يلتقط محددات الشخصيات ويعلن إن كانت مؤهلة أن تكون ورقية، كونها تحمل أحلاماً أكبر من الواقع، ولديها القدرة على المغامرة، في مسرحية’’ من أجل صورة زفاف‘‘، تلك الشخصيات عايشتها عن قرب، هضمت أحلامهم، فتشكلت لدي الفكرة بعد حصول التغير في البلاد، ولدت من لحظة خلق فوضى أمام أستوديو تصوير، كان يعمل فيه المسرحي الناقد صباح الأنباري، وكنت أجده كما فرض خيالي الشخصية المؤهلة لقيادة السفينة، كتبتني المسرحية قبل أن أكتبها، طلب مني الراحل محي الدين زنكنه بعدم ذكر الأسماء واللجوء إلى أرقام أو ترميزات، بعد نشرها الأوّل، أعدت الأسماء الصريحة لها. كذلك في الروايات والقصص، وجدت تلك الأسماء هي علامات فارقة في الحياة والبلدة، كانوا يستحقون تحويلهم من شخصيات الحياة الزائلة إلى شخصيات ورقية باقية.
* وماذا عن دخولك كشخصية محورية في رواية "حكايتي مع رأس مقطوع" و"بعل الغجرية"، أهي تقنية سردية أم شيء من السيرة الذاتية؟
- أوان الكتابة، تندفع الذاكرة نحو الانجراف والابتكار، قد تكون تقنية غير شائعة في السرد العالمي، إلا في ما ندر، هي مزاج سردي، قد تكون كما يذهب النقّاد سير ذاتية، وقد تكون لعبة ماكرة لخلط الأوراق، دخولي كشخصية في الروايتين، في حكايتي مع رأس مقطوع شخصية حيوية دليل على وقوفي ضد قوى الشر والظلام لتعكير صفو الحياة، أمّا في بعل الغجرية، كان دخولاً حلمياً، للتذكر أو لشعوري بالتهميش المجتمعي، وربما هناك تفاسير أخرى لا أجد القدرة على وصفها، كانت حالات هذيانية محض.
* وألا تعتقد أن المزج بين الواقعية السير الذاتية التي تعتمد على أليات تعبيرية بسيطة، والعجائبية التي تبتعد كثيرا عن من فضاء الواقع السردي السير ذاتي وتعتمد على أليات تعبيرية معقدة بعض الشيء؛ مغامرة سردية ؟
- كتابة الرواية هي مغامرة بحد ذاتها، وإن كانت تحمل في متنها مقاصد واضحة أو مُرمزة، بعد التحولات المتواصلة في طبيعة الرواية العالمية، ووصولها إلى الميتافكشن، نجدها أصبحت حاوية معلوماتية، تداخل الأجناس الأدبية والتلاعب بالتاريخ والأمكنة والشخصيّات، تحولت الرواية من منهجيتها العلمية الأدبية إلى سلعة تجارية جرّاء تهافت الذاكرة البشرية وتماهي الأذواق، تسارع الزمن والتطور التكنلوجي وظفت العقل لصالح الظاهراتية، لصالح كل ما هو سريع، جاذب ومنزاح، تعجبني العجائبية والغرائبية كمفهومين سرديين، وأعمل عليهما مع هيمنة الدستوبيا، الخراب الذي أطاح بأحلامنا وغيّر مفاهيم الحياة من الجد إلى المكر والخديعة، على أديم البسيطة. فمهما كتبنا عن الآخرين لابد من الذات تطرح نفسها، وحيواتنا تندس في غفلة أو بدراية في كتاباتنا.
* تكثيف الرؤية من خلال البناء المشهدي، والأنماط الحوارية تسهم بشكل لافت في رفد الفضاء السردي لمنجزاتك القصصية والروائية بالكثير من الدراما، هل هي نزعة درامية أم قصدية تجريبية لتداخل الأجناس؟
- وما قيمة الرواية أو القصة إن لكم تكن دراما، سواء القصة أو الرواية، كما أسلفنا، حيوات نابضة بالفعل الحياتي، الشخصيّات الورقية هي شخصياتنا المقموعة، على الورق تمتلك الشجاعة الباسلة للتعبير عمّا تجيش في صدورنا وعمّا يجول في رؤوسنا من طروحات فكرية وأحلام، الحوار هي فاكهة السرد، هي من تنهض ذات المتلقي لينفعل ويتفاعل ويغدو كائناً ضمنياً لا عابراً، الحوار هو من يمنح النص الأدبي دراميته ويوضح الكثير من ملابساته، لا ينبغي ترك الشخصيّات خرساء والاكتفاء بالتعبير من قبل الراوي حول ما يسكنهم وما يتطلعون إليه، لابد من منحهم فرص التعبير عن أنفسهم وأحلامهم.
* حفلت منجاتك السردية بخمسة كتب مسرحية، شكلت حروب عقدي الثمانينات والتسعينيات وصولا للاحتلال الأمريكي ابرز مرجعياتها الفكرية والفنية هل لك أن تضغنا في صورة تجربتك المسرحية، وهل ما زال المسرح يشكل هاجساً إبداعياً لديك؟
في يومٍ ما، شعرت بدافع مثير لكتابة المسرحيات، كنت مسكوناً كما أسلفت بقوّة المسرح وحبه استحوذ على مساحة شاسعة من خيالي، نجم بعدما عجزت أن أكتب جملة حوارية واحدة ناجحة في أقل تقدير في قصصي البكر، كنت أسرد بشكل شعري متواصل، لكن قراءة المسرحيات العالمية فجرت في طاقة الحوار، الحوار العميق، الفلسفي المغلف بالرومانسية والتهكمية سواء بسواء، هذا الانفجار دفعني أن أكتب المسرحيات الثمان، قبل أن يوقفني الشلل لتعرض جهاز اللاب توب لفايروس بلع خمس إلى ست مسرحيات شبه مكتملة، في مسرحياتي رصدت الواقع ومتغيراته، مخلفات الحروب التي كوتنا وبلعت مستقبلنا، تعرض واقع حالنا بعد التغير الذي حصل في طبيعة عيشنا، بلع ماضينا وأفرز أمامنا مسالك حياتية غامضة النهاية. مرجعياتها، الواقع الفوضوي المعيش، وإفرازات الحروب، ما زال المسرح حديقة تأوي أفكاري وتحتضن حفنة من شخصياتي، لكن ضيق وقتي وطبيعة عملي المرهق والشاغل لكل طاقة جسدي أوقفت الكثير من مشاريعي، وتعويضاً عن هذا التوقف وجدت في الرواية مساحات محتملة لتمرير الكثير من المشاهد والحوارات المسرحية.
* المزاوجة الذكية بين الرومانسية والحرب، غالبا ما تتكر في أشتغالاتك السردية، كيف يمكن للكاتب أن يحقق شكلاً من أشكال التوازن بين هذين الاتجاهين المتضادين؟
- التوازن لا يمكن تحقيقه ما لم تمتلك ثقافة متنوعة وتجارب حياتية مرتبكة وملغومة بالقهر والظلم، حياتنا عبارة عن حروب متواصلة، في كل مجالات الحياة، طبيعة تربية أطفالنا هي حربية، طبيعة تناولنا الطعام حربية، نتحارب لأبسط الأشياء فيما بيننا، سواء على المستوى العام، أو حتى في منازلنا، الحرب معجون في دماءنا، نعلم أطفالنا البطولة والتفوق على الآخرين، حين نجلس إلى مائدة الطعام نتناول بطريقة شرهة حربية صرف، أوان مناقشاتنا غالباً ما ننتهي إلى رفع أصوات وإلغاء الآخر، لكن يبقى الحب هو المحرك للبشرية، لولا الحب لهاجنا الدمار والتشتت والعيش في الكهوف، الحب هو حرب الجسد والعقل والقلب والحرب هي تحصيل حاصل للتفوق واستلاب حقوق الآخرين، لا أجد فرقاً بينهما، فالحب كذلك تفوق واستلاب أو امتلاك الآخر، لا فرق بينهما سوى حرف الراء، وكلاهما بحر بلا قاع، أجد في نفسي الكتابة عن الحرب والحب كونهما ندّان لتهديم أو بناء الحياة، هذا التوافق مطلب سردي أمام كل أديب. الجندي الذاهب للحرب لا يملك وسيلة تسلية سوى استذكار الحبية، هي التميمة الساترة له من وابل الرصاص والشظايا، على هذا المفهوم اشتغلت في روايات ’’ زقنموت، ليالي المنسية، أولاد اليهودية، وربما إلى حدٍ ما ليلة سقوط جلولاء، والحزن الوسيم، وبعل الغجرية، وقفل قلبي‘‘. مثل قطبي المغناطيس لابد من وجود معادل موضوعي في الرواية والقصة، الحياة متوازنة من جملة نقائض، الليل والنهار، البرد والحر، الأسود والأبيض، الأنثى والذكر وهلمجرا...
* في أي رواية بدا لك انك حشرت الكثير من الأشياء أو قلت فيها اكثر مما ينبغي؛ وكان ينبغي عليك اللجوء إلى الحذف عند التنقيح؟
- كل الروايات تبدأ من فعل لحظة تثوير، تركض الأفكار أمامك وعليك ملاحقتها كأنك عدّاء وأمامك متحدي، وهنا لا يهمك ما يجري من حولك سوى أنك تروم اللحاق بمتحديك، وحين تصل نهاية المضمار لابد ان تراجع ركضتك لبيان تفوقك أو أخفافك لتصطدم بجملة معرقلات، ستحاول أن تزيحها في ركضتك القادمة، كذلك الروائي يكتب تحت ضغط سلطة الخيال، يحشر كل صغيرة وكبيرة تواجهه كغول بالع أو كانس طريقه من المعرقلات، بعد الانتهاء منها، تبدأ سلطة العقل بالاشتغال، يتحول الروائي إلى ناقد أوذل لعمله، كونه يبدأ بقراءة عقلانية بعدما كانت الكتابة خيالية، هنا تبدأ أهم مرحلة لتطوير الرواية، مرحلة التطهير من العوالق والزوائد وتطعيمها أو رتق فراغاتها وتقويمها. أعاني كثيراً في مرحلة ما بعد الانتهاء منها، المراجعة تؤرقني، تتعبني، تدفعني بحذف صفحات ومشاهد قد تكون حيوية، لكن الرواية تنبذها أو تجدها غير صالحة للاستهلاك العقلي، معظم رواياتي دخلت مختبرات قاسية للتطهير، ربما الأخيرة’’ ليلة سقوط جلولاء‘‘ حتمتني أن أزيح الكثير من الجوانب الصغير وربما الكبيرة من حيوات وتاريخ بلدتنا، بعدما وجدها سلطة الخيال دخيلة، أو أزاحها لأعمال قادمة.
* يبدو تأثير التيار الواقعي الاجتماعي واضحاً وجلياً في تشيد مشروعك السردي، ما الغاية المبتغاة من انتهاجك هذا الأسلوب؟
- سبق وأن اسلفنا أن الرواية حياة متخيلة، فيها شخصيات متصارعة، فيها سياسة فيها حلول، لا يمكن للرواية أن تنأى بنفسها عن المجتمع، يا ترى لمن نكتب؟ أليس للناس! هي حياتهم المأمولة، هي أحلامهم المطلوبة، في الواقع المعيش يعجزون من تحقيقها جرّاء الظروف القاهرة والمتنوعة، لذلك نحاول أن نصنعها لهم على الورق، والعقل البشري بحاجة إلى أمصال التهدئة، والكتب هي أمصاله الشافية، الكتب تعالج إخفاقاتهم، وتمنحهم دوافع نحو الحياة وإبقاء الأمل قائماً أمامهم، مثل الآخرين أنتمي إلى مجتمع حالم، لكن هذا الحلم نقطة ضوء في أفق الخيال، من خلال الكتابة أشاركهم حلمهم، فالواقعية أساس كل الروايات، مهما حاول أن البعض أن ينأى بسرده عنها يسقط فيها مرغماً شاء أم أبى، لأن الواقعية هي العمود، أو النول الذي يدور حلوه رحى الحياة، الواقعية أن تكون بين الناس وتعايشهم ويعيشون من خلالك من وجهتي نظري في أقل تقدير.
* في الأدلة النقلية إن العلاقة بين الدين والأدب منذ نشأة الأدب، لم تكن علاقة عداوة ونفور،لماذا تصر الإيديولوجيات الحداثية اللادينية بتجاهل هذه العلاقة ؟ وهل للأديب الحداثوي أن يصرم أي صلة بينهما حتى ينجز فناً ذا قيمة، ووعيا معرفيا بخصائص جمالية ؟
- من وجهة نظري؛ الأدب هو الأبن الشرعي للدين، أقصد بالدين، الكتب المقدسة، من الدين ولد الأدب، التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، هي من فجرت مخيال البشر وأوصلته إلى خلق أجواء مبتكرة، كونها زاخرة بالغرائبية والعجائبية على العقل البشري لحظات نزولها، أنها حافلة بالنغمة الموسيقية، تعاليم وآيات تناغمت طردياً وعكسياً مع القلب والعقل، لذلك وصفوا الرسل والأنبياء بالشعراء المجانين، لقوّة وجمال وسحر الكلام الجديد على عقولهم! خاطئ من ينسلخ من مكونه الديني، الدين فطرة البشر، من الدين ولدت الفلسفة والشعر والبلاغة وفيما بعد السرديات، أمّا بخصوص الحداثة، هناك اختلافات في فهمها، منهم من يرى؛ تخليص الكتابة من شعريتها ونثريتها وسفاسفها الفضفاضة هي حداثة، ومنهم من يرى الحداثة خلق أساليب غير تقليدية وكسر الثوابت، لو تفحصنا القرآن لوجدنا الحداثة في قمتها عندما نزلت على قريش، جنّ جنونهم، وتحداهم الرب بلغتهم، نجد كل المفاهيم النقدية متواجدة في محكم آياته، الموجز والانزياح والانتقالات والبلاغة والجمالية والتشويق ويسر القراءة وقوّة الثبات ومبعث السرور والمحاورات العميقة وووو.. ألخ. تجاهل ما رمت إليه لسان حال الأحزاب العلمانية، وهم سليلو الأقوام التي حاربت الرسل وما جاءوا به من معجزات فوق تصور خيالهم أو عقولهم الجامدة. ربما نحتاج إلى محاورات طويلة لهذا السؤال المهم والحيوي، مختصر كلامي، الأدب مذ ولد كان لسان حال المتصعلك والمقصي والمهمش والمظلوم والعاشق الولهان، تطور الحياة وفتحت أنفاق جديدة للأدب ليتفجر ويسلك مسالك مبتكرة نسميها حداثة وما بعد الحداثة، كان الدين هو مقود الحداثة للإنسانية بعدما كان يرسف في أغلال الجهل ويعيش عيش الكهوف والضلال، عيش القرود أن جاز التعبير مع احترامي للآخرين ووجهات نظرهم الشخصيّة، لكل كائن عقل يرى به جوهر الأشياء أو يرائيه قشورها البراقة.
* سؤال أخير ما المشاريع يشتغل عليها الآن تحسين كرمياني
- مجموعة روايات متنافرة في الأسلوب والأفكار، باستثناء واحدة طفرت بكل ما فيها عن بلدتنا لتتناول سفراً من حياة شخصية في خانقين، أمّا البقية فهي تتناول البلدة بتجلياتها وخيالها وتوقعاتها كما يفرض مزاجي السردي، بعضها منجزة، لكن بحاجة إلى إقرار عقلي بجاهزيتها، سبق وأن قلت أتعذب أوان المراجعة، بسبب طبيعة ظروفي العملي والعائلي، لكن أحاول بروح المحارب المجروح الذي يكافح لرد الاعتبار، أو المقامر الخسران الذي يجاهد من أجل استرداد ما خسر بكل الوسائل المتاحة والملتوية، لدي روايتان منتهيتان تحت المراجعة القاسية، ولدي رواية مكتوبة باليد أحاول في فترات متاحة تنضيدها، ولدي عمل عن كوكبة جلولاء الحمراء أيّام نضالهم ومجدهم الشبابي، قريباً سأنتهي منها أن سمح لي الوقت الملائم.
ولا يسعني سوى تقديم جزيل شكري وامتناني لهذه المحاورة من قبلك، كونها أنهضت فيَّ الخلايا السردية النائمة لتتسلح بديناميت الثورة على الرتابة والكسل وإلقائي في بحر الحياة كي أواصل طريقي للوصول إلى ضفة أحلامي.
***
حاوره: صفاء الصالحي
...............................
- النتاج الروائي:
1- رواية الحزن الوسيم – دار الينابيع – دمشق 2010.
2- رواية بعل الغجرية – ط1 دار الكلمة – مصر 2010. ط2 دار تموز – دمشق – 2011.
3- رواية قفل قلبي – دار فضاءات – عمان 2011.
4- رواية أولاد اليهودية – دار تموز 2011.
5- رواية حكاياتي مع رأس مقطوع – المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت2011.
6- رواية زقنموت – المؤسسة العربية للداسات والنشر – بيروت 2013.
7- رواية ليالي المنسية – المؤسسةالعربية للدرراسات والنشر – بيروت 2014.
8- رواية ليلة سقوط جلولاء – دار سطور – بغداد 2019.
- نتاجات اخرى:
1- هواجس بلا مرافئ (مجموعة قصصية) دار الشؤون الثقافية – بغداد 2001.
2- ثغرها على منديل (مجموعة قصصية) دار ناجي نعمان – بيروت 2008.
3- بينما نحن بينما هم(مجموعة قصصية) دار الينابيع – دمشق 2010.
4- بقايا غبار(مجموعة قصصية) دار رند – 2010.
5- ليسو رجالاً (مجموعة قصصية) دار تموز – دمشق 2011.
6- منأجل صورة زفاف (مسرحيتان) دار تموز – دمشق 2011.
7- البحث عن هم (مسرحية) دار تموز – دمشق 2011.
8- خوذة العريف غصبان (خمس مسرحيات) دار تموز – دمشق 2011.
9- عايش (مسرحية) دار تموز – دمشق 2013.
10- المقموعون (مسرحية) دار تموز – دمشق 2015.
11- امرأة الكتاب (مقالات) دار تموز -2011.
12- السكن في البيت الأبيض (مقالات) دمشق 2015.
13- منثورات (شعر) دار تموز 2015.
- نقد ودراسات:
1- نكهة السرد في قصص (تحسين كرمياني/عبدالله طاهر البزرنجي/ عيفاء زنكنة/ رسالة ماجستير كلية التربية – صلاح الدين – قسم اللغة العربية – للطالب وسام سعيد – ط1 – دار تموز دمشق 2013.
2- التشكيل السردي الحواري في قصص تحسين كرمياني رسالة ماجستير – للطالب حازم سالم ذنون – جامعة الموصل كلية التربية الاساس قسم اللغة العربية ط1 – دارتموز – دمشق 2013.
3- مغامرة الكتابة في تجربة تحسين كرمياني (نخبة من النقاد والدارسين) أعداد ومشاركة الدكتور محمد صابر عبيد وآخرون (22بحثا أكادمياً) طبعة1- عالم الكتب – عمّان 2012 طبيعة2 دار غيداء – الأردن 2015.
4- الشخصية في روايات تحسين كرمياني أطروحة دكتوراه للطالب حامد صالح القيسي – المعهد العراقي للدراسات العليا ط1- دار تموز – دمشق 2014.
5- التبئير السردي في روايات تحسين كرمياني رالة ماجستير- للطالب بختيار خدر أحمد – كلية اللغات – جامعة صلاح الدين – قسم اللغة العربية - ط1 دار تموز – دمشق 2015.
6- المنجز العربي للروائيين الكرد – رسالة ماجستير- للطالبة ميديا نعمت علي – جامعة بغداد – كلية التربية (ابن رشد) – قسم اللغة العربية – 2015 – ط1- دار تموز 2016.
7- البنية السردية في رواية – حكاياتي مع رأس مقطوع – لتحسين كرمياني – أطروحة ماجستير للطالب أكبر فتاح – كلية اللغات – جامعة السليمانية قسم اللغة العربية 2015 ط1 دار تموز – دمشق – 2015.
8- تجليات المكان في روايات تحسين كرمياني للطالب قصي جاسم الجبوري – أطروحة ماجستير – جامعة آل البيت – عمان – الأردن – قسم اللغة العربية – 2015 ط1 دار تموز – دمشق – 2016.
9- الحوار في روايات تحسين كرمياني – الحزن الوسيم/أولاد اليهودية/ زقنموت – رسالة ماجستير للطالب – صابر إبراهيم صابر – جامعة يوزونجويل – كلية الإلهام – قسم اللغة العربية – تركيا – 2016.
10- الحوار والعناصر السردية في رواية – ليالي المنسية – لتحسين كرمياني – للطالب سامان إبراهيم سمايل
شيركه وي – مجلس فاكلتي الآداب – جامعة سوران – قسم اللغة العربية – 2017.
11- روايات تحسين كرمياني – من غواية القراءة إلى تجليات المنهج – 15 دراسة أكاديمية. اعداد ومشاركة
الدكتور سامان جليل ابراهيم – ط1 دار سطور- بغداد – 2018.
12- المنجز العربي للروائيين الكرد العراقيين – دراسة في روايات ما بعد الحداثة أطروحة دكتوراه – ميلسون
نوري نواف – كلية ابن رشد – ط1 دار رؤى – السليمانية 2019
13- ندوة ادبية: قراءات في رواية (ليلة سقوط جلولاء) لتحسين كرمياني – منتدى من أجل خانقين – 2
2/10/2019 قدمت فيها البحوث الأكاديمية:
- سلطة الهامش قراءة تأويلية. أ. م. د حسين عمران محمد
- تجاذبات الاتجاهين الواقعي والغرائبي. م. علي محمود أحمد
- جدلية العلاقة بين المكان والذاكرة. م. ندى حسن محمد
- التساؤلات السردية وأثرها في توجيه النص. الأستاذ الروائي آريان صابر الداودي
وقد توجت البعض من منجزاته الإبداعية على عدة جوائز محلية و عربية ابرزها:
1- المرتبة الثالثة عام 1991 عن قصة (ليلة النصر المبين).
2- المرتبة الأولى عام 2003 غن قصة (يوم اغتالوا الجسر).
3- جائزة الابداع عن المجموعة القصصية (ثغرها على منديل) ضمن مسابقة ناجي نعمان الثقافية الدورة الخامسة 2007 لبنان.
4- المرتبة الأولى عام 2008 عن قصة (مزرعة الرؤوس) في مسابقة (مركزالنور- السويد).
5- المرتبة الثانية عام 2011 عن رواية (أولاد اليهودية) في مسابقة مؤسسة – الكلمة – مصر – مسابقة نجيب محفوظ للقصة والرواية – الدورة الثانية – 2010.