كتب واصدارات
صدور كتاب الكائن النصّي للناقد العراقي علاء حمد
اتجاهات النصّ الحديث – الرمزية... السريالية
عن دار جبرا الأردن – عمان، صدر الطبعة الثانية من كتاب الكائن النصّي، للناقد العراقي علاء حمد، وذلك لأهمية الكتاب ومحتواه النقدي. والكتاب بطبعته الثانية مزيدة ومنقحة تناول فيها الناقد بالبحث في النظريات الأدبية والشعرية خاصة والاتجاهات النصّية الحديثة. الكتاب من القطع الكبير؛ بواقع 248 صفحة توزعت في أربعة فصول هي: الممكنات واللامحدود، الكائن الذاتي، الكائن الوظيفي، والكائن اللغوي.
لوحة الغلاف من الفن السريالي للفنان السريالي البلجيكي رينيه ماغريت. نختار لكم من الكتاب:
الجنون لا العقلانية
هل نحن مع الشعور أم اللاشعور، عندما نطلق كلمة الجنون، فنحن في منطقة اللاشعور، والرغبة العفوية التي يتمّ تناسقها مع النصّ، وكأنّ الشاعر يبدأ ولا يعرف أين ينتهي؛ وأيّ جنون هذا الذي نعنيه، فهل الجنون الذي يؤدّي إلى الهلوسة، إذا كان كذلك، فالهلوسة الكتابية تحضر في بعض الأحيان لأنّها جزء من الجنون؛ إذن لو اعتمدنا الجنون الخلاق فسوف نفرّق قليلاً عن الجنون العادي الذي يصيب المرء دون دراية ووعي، وعندما يفقد الوعي نهائياً فإنّه يفقد الكتابة.
اللاعقلانية تؤدّي إلى الجنون، والجنون يؤدّي إلى اللاعقلانية، فالأشياء المعقولة متواجدة، ولكن يتمّ الالتفات عليها وتركيبها بصيغة لاعقلانية، حيث تزداد الدلالات والمعاني وكذلك نحصل على تأويلات عديدة في حالة التركيب، ونحصل على تناقضات أيضاً.
لا يدلّ المعنى على شكل الشيء، بل يدلّ على التصوّر بما يحمله الشيء، ويبتعد التطابق الشكلي مع الشيء، فشكل الكأس لا تدلّ تماما على شكلها، بل تدلّ على معناها باعتبار الكأس من الأشياء الواضحة والمتداولة بشكل يومي؛ ومن خلال هذا المنظور، الجنون لا يدلّ على الجنون وما تحمله المفردة من عواقب وخيمة، وإنّما يدلّ على ما ينتجه الجنون من نتاجات لها علاقة بالنصّ النوعي وسبل الغور فيه. وكذلك نميّز العقلانية عن اللاعقلانية، فكلّ شيء على طبيعته، عقلاني، ومن الممكن جدا في حالة تركيب الأشياء أن نحصل على نتائج لاعقلانية، وهذه متطلّبات الشعر الحديث ومنها السريالية التي يسبح الخيال على ضفتها الطويلة. ونطلب من الذات أن تترك وعيها المباشر، والاتجاء إلى اللاوعي والآلية الكتابية، منها العفوية ومنها الذهاب إلى الهواجس والأحلام.