أقلام حرة
صادق السامرائي: بكائيات ضادية!!
في اليوم العالمي للغة العربية في (18\12) من كل عام، تنهال على الصحف والمواقع النصوص النواحية التي تؤبّن لغة الضاد وتشيعها إلى مثواها كما يرى الرثائيون المتشائمون، الذين ينتقدون ولا ينقدون، وبدون وعي منهم يساهمون في توجيه الطعنات للعربية.
العديد من المقالات والنصوص المكتوبة باللغة العربية تنعاها، مثلما نعاها حافظ إبراهيم قبل أكثر من قرن في قصيدته المعروفة.
فهل الراثون إستطاعوا دفنها؟
اللغة العربية أبّنَت الناعين لها، وتطورت وعاصرت وتحدّت، وهي اللغة المتواكبة مع التطورات الفاعلة في الدنيا، فلا خمدت ولا إنكسرت أو أصابها الإهمال وما تخلى عنها أهلها، لأنها هويتهم ولسان حالهم وصوتهم المتردد في الآفاق.
على الأقلام التي تكتب الإبتعاد عن الإنتقاد المناهض لواقع اللغة ودورها الحضاري، ومن واجبهم الإنساني توجيه النقد لتعديل بعض المسارات المعوجة.
للعربية أعلامها ورموزها، والناطقون بضادها، والقادرون على إستحضار معطيات العصر بها، فلا توجد لغة في الدنيا قاصرة عن إستيعاب وتمثُل ما تأتي به العقول، فكيف يصح إتهام اللغة العربية بما لا يتوافق وقدراتها التعبيرية والإستيعابية.
توقفوا عن الكتابات المستهينة باللغة العربية، والعجيب أنها مكتوبة بها، وتحاول أن تخدع أهلها بأنها عاجزة عن التفاعل مع المعطيات المتلاحقة. فهل أنها كتابات مغرضة؟
لغةُ الأجيالِ دامتْ لغتي
قوةٌ تبقى وفيها عِزّتي
لا تقلْ هانتْ بجيلٍ صاعدٍ
وبها الأفكارُ أذكتْ ثورتي
لغةُ الفرقانِ تأبى ذلةً
إنّها تحيا بروحِ الأمّةِ
***
د. صادق السامرائي







