أقلام حرة
صادق السامرائي: التنوير والتعوير!!

العور: الشين والقبح
تعوير أمر: تقبيحه
التنوير: الإنتقال من الجهل إلى المعرفة، ومن الظلام إلى النور عقليا أو روحيا أو ثقافيا.
والتنوير تفاعل مع الحاضر والمستقبل، وليس الغوص في الماضي وتقديمة بصورة أخرى، هذا السلوك تعويري وليس تنويري.
العديد من أدعياء التنوير هم تعويريون، يحاولون تقديم الماضي على أنه أكذوبة وتصورات لا أساس لها من الواقع، ويجيدون التركيز على مسيرة الأمة ودينها، ويحسبون المدونات المتوارثة أكاذيب مسطورة، ويصفونها كما يشاؤون، بلا إقتراب علمي منهجي رصين.
التنويري الحقيقي عليه أن يدرس الواقع المعاصر ويقدم الحلول المساهمة في بناء مستقبل أفضل، فنحن أبناء اليوم ولسنا أبناء البارحة، وعلينا أن نعمل على بناء عصرنا بتفاعل عقولنا وإستثمار طاقاتنا بإيجابية وتطلعات مستقبلية تخدم الأجيال.
أكثر ما يسمى بالتنوير بأنواعه فيه نزعات تدميرية وتشويهية ولا يقدم فائدة ذات قيمة عملية وتأثير صالح للحياة الحرة الكريمة.
التنوير يدعو إلى إستخدام العقل، والعلم وحرية التفكير، وإن لم تصدقوا فاسألوا فولتير وجان جاك روسو وكانط.
إن التنوير الحقيقي المطلوب هو علمي، وعلينا أن نركز الجهود على البنى التحتية للعلم، ورفع قيمة ودور العلم في صناعة الحاضر والمستقبل.
وبالتنوير يجب بلوغ الوعي الكامل ونشر المعرفة ومحو الأمية، وتعزيز التفكير النقدي ومحاربة الجهل، والخروج من الظلم والقهر نحو نور العدالة والحرية والمعرفة المتنامية.
بنور عقولها نهضتْ شعوبُ
وكمْ بضلالها بدأتْ حروبُ
عقائدها بها الأوهامُ دامتْ
توظفها فتأكلها الكروبُ
فما بلغتْ معاليها بجهلٍ
كأنَّ شروقها يعني الغروبُ
***
د. صادق السامرائي