أقلام حرة

صلاح حزام: الفرق بين الدولة الاشتراكية والدولة الرعوية

هل كانت الدولة العراقية اشتراكية؟

بعض السادة الكتاب يتحدثون عن نظام اشتراكي كان يحكم العراق قبل العام ٢٠٠٣. وأن هدف الاحتلال الامريكي للعراق كان الاطاحة بالنظام الاشتراكي وتأسيس نظام رأسمالي امبريالي...

لكنهم لايعرفون ان ذلك الوضع لم يكن اشتراكياً بل كان نظام رأسمالية الدولة حيث تمتلك الدولة كل شيء وتهيمن على الحياة الاقتصادية وتحد من نشاط القطاع الخاص وتتهمه، دون حق، بالخيانة والاستعداد لخيانة المجتمع والبحث عن مصالحه قبل كل شيء. لقد كان نظاماً رعوياً يستخدم ريع النفط لكي يبدو راعياً للمجتمع لكنه يحكم قبضته على كل جوانب الحياة.

كانت المؤسسات الحكومية تعمل بلا كفاءة وكانت تعتمد على دعم الدولة التي تقدمه لتلك المؤسسات باستخدام مورد النفط الريعي. كانت الوظائف تمنح للناس بدون ضرورة وبدون إنتاجية وبرواتب محدودة...

وعندما وقع الحصار وتوقف بيع النفط ظهرت حقيقة النظام الاقتصادي في العراق، حيث انهار كل شيء وتوقف الانتاج في المؤسسات الحكومية التي كانت تعتمد على استيراد كل شيء باستخدام دولارات النفط...

النظام الصحي انهار وبدأت جنازات الاطفال تدور في الشوارع وانهار النظام التربوي ولم يتبقَ منه سوى اطلاق الرصاص يوم الخميس امام الاطفال لتدريبهم على البطولة مع انهم كانوا ينهارون من الرعب..

الفكر الاشتراكي من الناحية الفلسفية، فكر انساني واخلاقي عظيم، لكنه لم يجد طريقه الى التطبيق لا في الاتحاد السوفيتي ولا في الدول الاشتراكية ضمن المنظومة السوفيتية ولا في الصين ولا في اي دولة رفعت شعار الاشتراكية.

***

د. صلاح حزام

في المثقف اليوم