أقلام حرة

صادق السامرائي: الأموات قدوتنا والأحياء عدونا!!

القدوة: الشخص الذي يُحتذى به، ويُتّبع في السلوك والأخلاق.

الماضي المتصوَّر برموزه وشواهده قدوتنا منذ بداية القرن العشرين، فنحسب الأموات ملائكة منزهين، ونخرجهم من بشريتهم، فنعجز أن نترجم سلوك الملائكة فوق التراب، أي أن قدوتنا في حقيقتها أوهام وسرابات باهتة.

"لا تقتدي إلا بمن قد مات ...."

فهل يصح الإقتداء بالأموات ونكران الأحياء؟!!

هل للمستشرقين دور في ذلك؟

هل للتأريخ المستورد والمعاد تصنيعه برؤى الغير دوره؟

المجتمعات تعتبر من ماضيها ولا تتبعه أو تقدسه، ولا تحسبه ذروة إقتدارها، بينما العديد من المجتمعات، تتهاوى في مستنقعات الغابرات وتتحدث بلسانها، وتتجاهل حاضرها ولا تدرك مستقبلها، فهي بلا رؤية إستشرافية بل تعيش في إندحارية قاسية.

فليس من العملية والواقعية أن نتمسك بالأموات ونتجاهل الأحياء، ونرفض إسهاماتهم ونحارب تطلعاتهم وننسف أفكارهم.

ويبدو أن تأريخ الأمة قد تم تزييفه وتحويله إلى مادة لقتل وجودها، وإذكاء مؤججات التلاحي والصراعات البينية في مجتمعاتها، فتحول النور في ربوعها إلى نار، وتحزبت قيمها وأخلاقها، وتناسفت وأبادت ذاتها وموضوعها.

يمكن دراسة الموضوع بإقتراب أشمل وأعمق، فالواقع المرير يتطلب إعادة النظر، وترتيب آليات التفكير والتفاعل بين أبناء كل شيئ واحد.

فلماذا التعدد والتشظي والتنافر والإقتتال؟

أمواتنا قدواتنا وإننا

نمشي على رؤوسنا كأننا

دارت بنا أيامنا وتعثرت

بفكرنا ونهجنا وجهلنا

هل نرتقي وظلمة تحوطنا

ونورنا نارٌ أتت صراطنا

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم