أقلام حرة

صادق السامرائي: طبيبان سوريان!!

أولا: الطبيب عبد السلام العُجَيْلي!!

عبد السلام العُجيلي (1918 - 2006) كاتب سوري من مدينة الرقة، ولد فيها ومارس الطب والكتابة بعيادته، وتوفي بمدينته التي عشقها وترجم أحوالها في قصصه.

تعرفتُ عليه بواسطة أحد البارزين في ميدان الثقافة، فنصحني أن أقرأ له، وكنتُ حينها في المرحلة المتوسطة، وما أن إقتنيت كتبه حتى إلتصقت بها وقرأتُ عددا من قصصه ولأكثر من مرة، فأسلوبه السردي يسحرني والموضوعات التي يتناولها تشدني، وكنت أقلده في محاولاتي القصصية، ومضيت أتابعه، وأتخيل بأني سأكون مثله، كاتب قصة وطبيب، يعيش في مدينته ولا يفارقها، لكنها الأيام بما ترسمه وتصنعه بالبشر، فوجدتني أحن لمدينتي كحنين السمك للماء!!

كان العُجيلي صاحب فكر إستنهاضي منير، يعبر عنه بكلمات واضحة وقصص ممتعة، ويجيد مهارات توطين الأفكار في عبارات مؤثرة.

ثانيا: الطبيب صبري القباني!!

صبري القباني (1908 - 1972)، عرفته عن طريق مجلته "طبيبك" التي أصدرها سنة (1956)، وإقتنيت كتابه الضخم "الغذاء لا الدواء"، وكتابه " حياتنا الجنسية"، وكتاب " أطفال تحت الطلب"، و"قلوب الأطباء"، هذه الكتب كانت في مكتبتي المتواضعة، وبعضها إستعارها الأصدقاء وما أعادوها.

وتعلمت منه الكتابة بالعربية في الموضوعات الطبية، ونشرت عددا من المقالات العلمية في حينها، وكان لي زميل أستاذ يحثني على تأليف الكتب الطبية، ومثالي في ذلك، الدكتور صبري القباني، وشاءت الظروف أن يُترك الجمل بما حمل، وتذهب المشاريع والأحلام أدراج الأيام.

أسلوب الدكتور صبري القباني، بليغ وبسيط وواضح ويجتذب القراء، فمجلة طبيبك كانت واسعة الإنتشار، والإقبال على كتبه منقطع النظير، وهو الذي أثرى الثقافة الطبية العربية، وساهم في تطوير الوعي الصحي في مجتمعاتنا.

ويتميز بالجرأة وتقديم الحقائق العلمية بلا خوف أو تردد، وتفاعلت مع كتبه وإصداراته بمتابعة دائبة، وتفهم لأفكاره ومنطلقاته التنويرية في ميادين الصحة، وكيف يكون الطبيب جماهيريا، وقريبا من المريض ومتحدثا بلغة مجتمعه، وما يُمَكّن المواطن من التفاعل الإيجابي مع الطبيب.

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم