أقلام حرة
صادق السامرائي: العالم المتأجج وإضطراب النفوس!!

المتغيرات التي حصلت في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، تسببت بتداعيات سلوكية أصابت البشر في أصقاع الدنيا كافة، وإنتشرت في ربوع أماكن صناعة القرارات، مما أدى إلى نكبات تفاعلية بين القوى المهيمنة المحتكرة لأفظع الأسلحة التدميرية.
ويمكن الإشارة إلى بعض نتائجها:
القلق
شعور بالتوتر وعدم الإرتياح، كرد فعل لما يدور في الدنيا من تقلبات مصيرية، مما يتسبب بتحفيز الغدد الصماء، ومعاناة البشر من تسارع ضربات القلب.
الخوف
إستجابة للشعور بالتهديد، وما يتوفر من معلومات متسارعة، توحي بالأخطار، وتستدعي التفكير بأساليب البقاء، وربما تؤدي إلى إستجابات إنعكاسية سلبية.
تشتت الإنتباه
القدرة على التركيز لفترة طويلة إضمحلت، وتسببت بضعف الإنجازية، وعدم القابلية على متابعة القراءة والتفاعل مع الكتاب، لأن الهاتف النقال صار سيد المكان والزمان، ولا بد له أن يتدخل فيما يقوم به الأشخاص من أعمال، فيحجب إنتباههم ويمزق سلسلة أفكارهم.
عدم الشعور بالطمأنينة
الراحة النفسية والسلام الداخلي في خطر للقلق والتوتر، وبسبب العزلة والتحول إلى التصورات المادية، وضمور التوجهات الإيمانية، فالبشر يركض وكأنه يطارد سرابا.
العدوانية
العنف والرغبة في إلحاق الأذى بالغير، منبعها الإحباط والغضب، والتوجهات العقائدية المتطرفة، والغلو المسرف بالأفكار، وتغذيها المعلومات المتدفقة على الشاشات.
إنكماش التفاعل الإجتماعي
إستخدام التكنولوجيا المفرط والإدمان على وسائل التواصل المعاصرة، أضعفت التواصل الحي بين البشر، خصوصا الأجيال المولودة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وخيمت العزلة ومعطياتها على السلوك.
زيادة الفقر
بسبب الأنظمة الإقتصادية الفاشلة، والحكم القهري، العاجزة عن توفير الطعام والسكن والرعاية الصحية، وتزايد النزاعات والحروب، والكوارث الطبيعية والأزمات الإقتصادية والتضخم والبطالة وقلة الأجور.
فقدان قيمة البشر
عدم إحترام كرامة الإنسان وحقوقه، للتهميش الإجتماعي، والظلم بأنواعه، والعنف والإساءة، والإقصاء المتحامل بين أنظمة الحكم وأبناء المجتمع.
اليأس
الشعور بالعجز وفقدان الأمل، بدوام التحديات، والعزلة والضغوط النفسية والتعرض للإحباط والظلم والخسائر المتواصلة.
تصنيع الآراء
تشكيل آراء الناس حول موضوع ما، بواسطة الإعلام الموجّه والمضلل وبالتكرار، وغيرها من الأساليب الخداعية اللازمة لإسقاط الناس في حبائل الهدف الطلوب.
التغيرات البيئية
الأرض تتعرض لمخاطر وخيمة تزعزع مكوناتها اللازمة للحفاظ على الحياة، فهي حاضنة كونية لصناعة الحياة والحفاظ على ديمومتها، وبإضطراب ما فيها من معززات الإحتضان، تتحقق سلوكيات متوافقة مع ذلك، مما يعني تهديد آليات البقاء والنماء.
ويمكن التوسع بالمعطيات وما يتصل بها من سلوكيات متوالدة ومتراكمة، ولطول الموضوع إقتضى الإختصار والإشارة.
***
د. صادق السامرائي