أقلام حرة

صادق السامرائي: الكتابات النائحة!!

نمطية إبداعية طاغية، ومتواصلة لأكثر من قرن، وما أوجدت ما ينفع الناس، وخلاصتها الكتابة بمداد الدموع والدماء على سطور التبعية والإزدراء.
للكتابات المتوجعة المتظلمة أسواقها ومتابعيها والمترنمين بعباراتها، لأنها ترسخ الآلام وتعزز القنوط والإستكانة والإستسلام، وتمنح السكينة والشعور بالإطمئنان.
قصائد الشعراء معظمها رثاء ذاتي، وتفوح منها الحسرات، وتشعر وكأن الصراخ والعويل إيقاعها، وهذا يعني أنها ترقيدية، وتساهم في كسر ظهر المجتمع، وحني الرؤوس أمام التحديات.
مقالاتنا، دراساتنا، قصصنا، رواياتنا، مسرحياتنا، مسلسلاتنا، أغانينا، خطاباتنا، تبريرية، تسويغية، تؤكد على إستلطاف ما هو قائم، والخنوع لكل ظالم.
للشعر دور إستنهاضي يقظوي يؤسس لبناء العزائم وشحذ الإرادات، ويساهم في التوثب الواثق المكلل بالإنتصار والوصول إلى الأهداف والتطلعات، لكنه يقدم جرعات إحباط ويأس وأنين.
كتابات المفكرين والفلاسفة والمثقفين، تجد فيها المشاريع والطروحات البعيدة عن واقع الحياة ومفرداتها اليومية، وكأنها تضع الملح على الجراح.
الكتابات الخالية مما يعتلج في دنيا الناس، وتعبر عن تطلعاتهم ويعزز إرادتهم، وترسم برامج أهدافهم، لا تلامس إهتمامهم، وتلهب ضجرهم، وتوقد نفورهم من السطور.
الإبداع ليس تفاعلا نقليا، وإنما تواصل خلاّق مع مفردات الواقع، وتوظيفها لإنطلاقات مشرقة ذات عزيمة وثابة نحو قادم أفضل، وأصلح للقوة والإقتدار الحضاري الأصيل.
فلماذا مدادنا الدموع؟!!
أمة الشعب وشعب الأمة
روحها دامت بعزّ الفكرة
*
شعبها نورٌ بديعٌ ساطعٌ
ألهم الأجيال حسن الصنعة
*
أيها الإبداع أطلق ما بنا
جوهرٌ فينا عظيم القدرة
***
د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم