أقلام حرة
صادق السامرائي: المنطق والصواب!!
لا يمكن الجزم بأن المنطقي يجب أن يكون صحيحا، بل لكل منطق عناصره المكانية والزمانية، ولا يوجد منطقي مطلق الصوابية. فلماذا ننخدع بما هو منطقي؟
المنطق نسبي الإستنتاج والخلاصات، والعقل مهما توهمنا فهو محدود القدرات، وبحاجة لمجاهدة قاسية للإرتقاء إلى بعض المدارات الإدراكية، والتواصل مع الوعي الكوني الفاعل في الوجود المتسع الأبعاد.
يتحدثون عن المنطق، وعن إعمال العقل في كذا وكذا، والنتيجة معطيات متباينة كأنها بصمات الأصابع العقلية، المعبرة عن كينونتها الذاتية، وتفاعلاتها ذات الطاقات المنحسرة.
يفكرون وكل على طاقته، ويتمنطقون وفقا لمفردات مكونات أدمغتهم، والناتج الإجمالي لن يكون مطلقا، أو رأيا فصلا في الأمور والتحديات.
علينا أن نتفاعل لكي نقترب من الصواب، فالعقول المتفردة قاصرة ومحاصرة في ظلمات الجمجمة التي تحتويها.
ويبدو أن المجتمعات الواعية أدركت حقيقة التفاعلات العقلية، وأهميتها في وضع الأجوبة الصالحة لولادات ذات قيمة حضارية إنسانية واعدة بالمزيد من المعطيات المشرقة.
والمجتمعات المغفلة تميل إلى التفرد والشخصنة فتميت الأجيال بفرد مستبد متسلط.
فالقول بإمتلاك ما هو مطلق هراء مبين، فلا توجد فكرة مطلقة، أو معتقد يمتلك صحيح الأجوبة عن كل شيئ، فالبشر مخلوق محدود القدرات، ومُستعبد بالأفكار التي تتفاعل وتتخلق في بودقة الأيام، فتنجب ما لا يخطر على بال، ولا يتسعه الخيال.
الأبواب والنوافذ يجب أن تفتح ليدخل الهواء النقي، القادر على تحفيزنا للإتيان بما ينفع ويساهم في تصنيع المفيد.
أما التخندق في الرؤى والتصورات فهو الإعدام الظالم للأفكار القادرة على صناعة الأفضل.
فهل سندرك أحجامنا ومحدودية إقتدارنا الفردي؟!!
"وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"!!
***
د. صادق السامرائي