أقلام حرة
صادق السامرائي: شعوب وشعوب!!
انقلبت الدنيا ولم تستقيم الحياة في دولة كوريا الجنوبية لأن الرئيس أعلن الأحكام العرفية لحماية البلاد، وألغيت بتصويت من البرلمان بعد بضعة ساعات.
الرئيس لم يقتل أحدا، ولم يطلق رصاصة واحدة، لكنه إرتكب جريمة لا تغتفر بتهديده للنظام الديمقراطي، فتعالت صيحات إدانته وضرورة تنحيه.
رئيس في إحدى الدول الإقليمية قدم إنجازات كبيرة لمواطنيه وفاز بالإنتخابات بنسبة 52%، وآخر في دولنا يقتل عشرات الآلاف ويدمر البلاد ويشرد العباد ويفوز بالإنتخابات بنسبة 99% وأكثر!!
فكيف نقارن بين هذه الشعوب؟
أين العلة؟
هل في الجهل والأمية، والتضليل والبهتان والأدينة، والإمعان في إستحضار الأموات والأخذ بثارات الأجداث؟
كيف يمكن تفسير وإستيعاب هذين السلوكين؟
إنها حقائق مريرة دامغة تفعل فعلها في واقعنا وتميز بين المعاصر والغابر، بين مَن يعيش في زمانه ومكانه والذي يتوطن الظلمات، ويرى أن الذي فات ما مات.
دول تتقدم وأخرى تتقهقر والسبب في شعوبها، التي تقرر مصيرها وتداهن حكامها وتنتخب جلاديها، وتذعن لنداءات المتاجرين بها، والمخادعين الساعين لتدميرها، لتأمين تطلعات أمّارات السوء الفاعلة فيهم، والقاضية بتعزيز تمتعهم وإستحواذهم وقتلهم لشعوبهم، وتدميرهم لوجودها الوطني، فالوطن في عرفهم غنيمة مؤنفلة.
أين الديمقراطية؟
إنها تصريحات وخطابات المنابر المرائية المتخمة المرفهة، التي تبيع بضاعتها الفاسدة للمحرومين والمستعبدين في بلدانهم، والمرهونين بالخوف والرعب والموت المتوحش الفظيع، والخطف والتغييب والإغتيال والتعذيب؟
تلك شعوب ونحن أرقام بلا قيمة ولا حقوق!!
فهل سنستيقظ وسيرعوي الحكام؟!!
***
د. صادق السامرائي