أقلام حرة

نهاد الحديثي: تمثال الاصبع.. يسبب موجة سخط وانتقاد

تزخر مدينة بغداد بالجداريات والنُصب والتماثيل، الموجودة في أنحاء العاصمة العراقية كافة، والمشغولة بمواد مختلفة، مثل البرونز، والخشب، والمرمر، والحديد. ورافق هذا الفن القوي والمتميّز، وبكافة الحقب السياسية المتعددة في العراق، منذ الاحتلال البريطاني، مروراً بالحكم الملكي، حتى يومنا هذا، وتراث الرافدين منذ الحضارة السومرية والآشورية والبابلية، الذي لم يقتصر على التأليف الأدبي والأساطير والقوانين فحسب، بل شمل الفن ايضا وبالاخص التشكيلي كفن الجداريات والنصب وسواها، قدّمت الحضارة البابلية فناً جدارياً متميّزاً، تجلّى بمسلّة حمورابي، وبوابة عشتار المدهشة، وشارع المواكب وهو عبارة عن جدار كبير فيه نقش بارز للأسُود (يوجد هذا النصب في متحف بيركمون في برلين). وازدهر الفن الجداري تحديداً مع الحضارة الآشورية، شاملاً نواحي الحياة المدنية والعسكرية والسياسية

وقبل ايام اثير سخط وانتقاد لنصب الابهام / الاصبع لنصب وصفوه بالعجيب الغريب لإبهام أمام فندق "قلب العالم" في منطقة الجادرية في بغداد،و أفادت منصة "يلا" العراقية على إنستغرام إلى أن النصب "عبارة عن بصمة المستثمر ورجل الأعمال العراقي عبد الله الجبوري، كما أشارت إلى أن الجبوري أراد أن يوضح أنه " ترك بصمة في العراق من خلال استثماره في هذا الفندق الضخم، هذا الفندق الذي أطلق العام الماضي، يقع على جسر الجادرية ويطل على نهر دجلة،، كما يتضمن مركزاً تجارياً وشققا فندقية فخمة، فضلا عن العديد من المسابح والمطاعم الفاخرة، وطالبت نقابة الفنانين العراقيين، الهيئة الوطنية للاستثمار الايعاز بازالة نصب الاصبع من امام واجهة فندق قلب العالم قيد الانشاء أمام بمنطقة الجادرية في العاصمة بغداد، على خلفية موجة السخط والانتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي، داعية المستثمر إلى إعلان مسابقة لتصميم وتنفيذ النصب من خلال الفنانين التشكيليين العراقيين،، كما استغربت لجنة الاستثمار النيابية، من نصب اشكال تعطي ايحاءات وتثير موجة سخط وانتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من أن التمثال نصب قبل فترة، فإن العديد من العراقيين تداولوا خلال الايام الماضية على مواقع التواصل (إكس وإنستغرام) صوراًنصب تمثال لإبهام، ووصفته انه لا يحمل أي معنى فني أو ثقافي،فيما شن آخرون حملة سخرية، متسائلين عن السبب الذي دفع إلى وضع تمثال كهذا،، وتقول لجنة الاستثمار،ان أمانة العاصمة كان لها دور كبير في اختيار النصب والرموز والاشكال الموجودة في ساحات ومداخل بغداد، وكان لديها قسم خاص لهذا الموضوع"، لافتا الى ان "امانة العاصمة كانت متميزة عن باقي الدول العربية وباقي العواصم في اختيارها النصب، كنصب الحرية وغيرها والتي تحاكي تاريخ العراق وحضارته وشخصياته البارزة، واضافت اليوم نستغرب نصب اشكال تعطي ايحاءات وليس فيها ذوق وهدف، ولابد من ان تكون هذه القضايا

ونشيرالى ان المعمارية الراحلة زها حديد، قد سئلت عن أي نصب تذكاري بغدادي تفضّل أن يكون رمزاً إعلامياً لبغداد، رأت في نصب "كهرمانة" تمثيل رمزي لعصر الرشيد الذهبي لبغداد وقصص ألف ليلة وليلة، وهذا يرتبط بالخيال الجمعي العالمي لبغداد، كما اختارت "نصب الشهيد" لأنه برأيها الأكثر تعبيراً عن شموخ وتضحيات العراقيين في التاريخ المعاصر، فيما رأت المعمارية العراقية ميسون الدملوجي ان فن العمارة والنصب والتماثيل هي هويتنا وتراثنا الوطني، هي إرثاً وطنياً وجمالياً ينبغي الحفاظ عليه

***

نهاد الحديثي

في المثقف اليوم