أقلام حرة

صادق السامرائي: أفراح وأتراح!!

مجتمعات الدنيا المعاصرة منقسمة بين فرحانة وأخرى حزنانة.

الفرحانة منشغلة بالبهجة والسعادة وباحتفالات جماهيرية ترويحية، ذات مسيرات معبرة عن التفاعل الإيجابي مع الحياة، وتستعرض طاقاتها الجمالية وإبداعاتها الخلابة بسرور غامر.

والحزنانة، تهلل لمسيرات الدموع والبؤس والحرمان وجلد الذات، حتى صارت في ديارها مناوئة الحياة من الإيمان، وتمارس طقوس التوثب نحو الموت، ففيه يتوطن أملها البعيد، وتعتقد بأن السعادة الكبرى تتحقق بالموت.

فالمسافة بينها شاسعة وذات تأثيرات متباينة على سلوكها، وما تقدمه لأيامها، وما تتسبب به لأجيالها المتوافدة إليها، فما أكثر الأموات في المجتمعات الحزينة، وكيف إعتادت اللون الأسود وفضلته على باقي الألوان.

وما أكثر الأحياء في البلدان الفرحانة، الذين يعبرون عن ممارساتهم الإيجابية للحياة في ربوع أيامهم، التي يطعمونها بالطاقات الداعية لمزيد من التنامي والاقتدار.

المجتمعات الحزينة ضعيفة خاوية على عروشها والمبتهجة قوية يانعة مروجها.

فشتان بين الثرى والثريا، بين دموع البؤس والفقر والحرمان، ودموع الفرح والغبطة والتغني بنشوة الحياة وطيبتها وروعة أيامها.

فلماذا الحزن ديدننا والفرح ديدنهم؟

لماذا لا نتعلم صناعة الحبور ومد الجسور نحو مواطن الجمال والبدور؟

إنها الإرادة الإيمانية، والتطلعات الإنسانية، والقدرات المجتمعية اللازمة للتوثب نحو غدها الأروع!!

فهل سنتعلم صناعة الفرح، ونرجم الأحزان بألف حجر وحجر؟!!

وكل من عليها احتار وافتكر؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم