أقلام حرة

صادق السامرائي: ثقافة الشجر!!

كان لي قريب توفاه الله، مختصا بالنباتات، وعكف على تأليف موسوعته  عن الشجر في البلاد، لكنه لم يكملها وضاعت في غياهب حاسوبه، وما إستطاع أحد من أنجاله أن يستعيدها.

كان يحدثني عن الشجرة وأهميتها للحياة، وضرورة نشر ثقافة التشجير، وإحترام الشجرة ورعايتها بإهمام وإخلاص، فهي مصدر قوة وراحة نفسية، وتساهم في تهدأة المشاعر السلبية، فاللون الأخضر يبعث الراحة والسلام، وكلما تجردت الأرض من كسوتها الخضراء إزدادت هموم الناس وتألبوا على بعضهم، فالأرض الجرداء تعادي أهلها.

وعندما نعاين المجتمعات المقهورة الموبوءة بالويلات، نكتشف قلة مساحات اللون الأخضر في ديارها، وسيادة الأرض الكالحة الرمضاء.

في اليابان لا يتركون بقعة تراب مهما كانت صغيرة دون زراعة!!

فالإهتمام بزراعة الشجر يؤالف القلوب، ويوظف الطاقات للخير والنماء، ويبشر بتواصل الحياة ورقيها،  وتجاوزها لمحطات العوز والحرمان والشقاء، لأن البهجة سترفرف على المتواجدين في مروج الشجر،  والآنسين بروعة المناظر الزاهية الوارفة الظلال.

فما أروع التواجد في ربوع ناضرة خضراء.

إن التشجيع على سلوك التشجير، نشاط وطني مفيد، وتهيأة الوعاء الوطن الجميل للأجيال لتساهم في إنطلاقه الأصيل.

ويبدو أن العديد من أبناء المجتمع، أدركوا أهمية توطين الشجر في مدنهم وقراهم لمردودات إقتصادية وجمالية وسلوكية صالحة للحياة.

وإذا تواصل التشجير وتحقق توارثه، وأصبح قطع الشجر جريمة يحاسب عليها القانون ، فأن البلاد ستكون بعافية وألف خير.

ومَن لا يحترم أرضه لا يهنأ فوقها، فازرع ولا تقطع!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم