أقلام حرة

صادق السامرائي: الإستخفافية!!

إستخف: حمله على الخفة والطيش، تجاهل، إستهان، إستهزأ، إحتقر، إستفز.

أسلوب لتدمير الشعوب والأمم، وتحويل المجتمعات إلى موجودات ضائعة مهانة، وفاقدة لقدرات التفاعل مع عصرها ووعيها لقدراتها الحضارية .

ويبدو أنها أعطت أكلها في مجتمعاتنا التي فعلت فيها على مدى القرن العشرين، ولا تزال في ذروتها الإستخفافية بكل ما يبدر منّا.

الإستخفاف سلوك بارز ومتوطن في ديارنا، ويشمل كافة ميادين الإبداع والنشاطات الأدبية والعلمية والسياسية، حتى تحولت مجتمعاتنا إلى كينونات معوقة تستجدي أعداءها لحمايتها من بعضها.

منابرنا الإعلامية يهيمن عليها الإستخفاف ، والتركيز على ما هو سلبي دون الإتيان بمعالجات ذات قيمة عملية، بل المهم أن ندين ونستنكر، ونطلق العواطف المتأججة تجاه ما يحصل، وحسبنا الكلام المباح المشحون بالإستخفاف.

على المستوى الثقافي، شعريا يسود الرثاء والغموض والهروبية، وفي النثر نميل إلى نواحيات كلامية مسطورة على ورق يحترق من الأنين.

كتاباتنا تبريرية، تسويغية لحالات مزرية، نخدع الأجيال بقولنا أنها أفضل ما إستطعناه وعبرنا عنه، فلكل زمان ومكان أحكامه.

وهذا ديدن المفكرين والباحثين والفلاسفة والنخب المثقفة بأنواعها.

التواصل مع العديد من المثقفين البارزين، يكشف موضوعات تثير العجب، فهم المتصومعون والمستخفون بما يدور حولهم، ويعجزون عن تقديم ما يساهم في التغيير النافع للمجتمع وأجياله المتوافدة.

فهل أن الإستخفاف وسيلة مرسومة إنطلت على رموز الأمة وقادتها؟

تأملوا المواقع الإعلامية ستجدون الإستخفاف طاغيا، والنيل من قدراتنا ساريا، وأكثر المنشور شيوعا ما يندب ويرثي ويستخف!!

فهل لنا أن نستفيق ونواجه مصيرنا؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم