أقلام حرة
بديعة النعيمي: ماذا تعرف عن "بنجامين ديزرائيلي"؟
بنجامين ديزرائيلي يهودي إيطالي المنشأ من مواليد عام ١٨٠٤. يُذكر أن والده اختلف مع الطائفة اليهودية بسبب الضرائب المقررة عليه فاعتنق النصرانية. وكان عمر دزرائيلي وقتها ١٣ عاما فتلقى النشأة النصرانية. ما أعطاه فرصة ذهبية ليصبح من الشخصيات المهمة والمرموقة في السياسة البريطانية، حيث تولى رئاسة الوزراء البريطانية لمرتين في عهد الملكة "فكتوريا". المرة الأولى عام ١٨٦٨ وكانت فترة توليه قصيرة. أما المرة الثانية فكانت من عام ١٨٧٤ وحتى ١٨٨٠. وقد كان شديد الدهاء وخطيبا سياسيا بارعا.
قدم ديزرائيلي خدمات كبيرة للإمبراطوية البريطانية، ولأنه كان شديد الحماس لمد الامبراطورية البريطانية إلى الشرق الأوسط ووسط آسيا، فقد توجه في العام ١٨٧٥ وكان رئيسا للحكومة إلى صديقه البارون "روتشيلد" اليهودي الثري طالبا منه شراء ٤٤% من أسهم قناة السويس من أجل بريطانيا، وقد حصل على ما قد سعى إليه وبذلك يكون قد نجح في تغلغل بريطانيا في الشرق الأوسط بفتح الطريق أمامها إلى آسيا.
زار القدس في العام ١٨٣١ مما ترك أثراً كبيراً في مواقفه السياسية وأطماعه الاستعمارية.
فظهرت بعد هذه الزيارة بسنوات رواية تحمل عنوان "تانكرد" أو الحملة الصليبية الجديدة مفادها العودة إلى فلسطين ودعوة اليهود والنصارى لإقامة "ثيوقراطية متساوية".
كذلك تضمنت رواية تانكرد إشارات عديدة لمسألة استعادة أرض إسرائيل وتشوق دزرائيلي الدائم للقدس التي حارب اليهود من أجلها كثيراً على حد زعمه.
أما في رواية "آلوري" والتي صدرت عام ١٨٣٣ فقد تناول موضوع النضال من أجل إقامة كيان يهودي في فلسطين وإعادة بناء الهيكل الثالث.
وهذا يعني أن أعمال ديزرائيلي كشفت عن علاقته بأصوله كيهودي وعلاقته المبكرة في فلسطين وأطماعه الاستعمارية بها وأنه من خلال أعماله الكتابية نثر بذور الاستيطان الأولى في فلسطين للحركة الصهيونية.
***
بديعة النعيمي