أقلام حرة

صادق السامرائي: أقلامنا مأساتنا!!

"ن.. والقلم وما يسطرون".

كتاباتنا تهكمية نواحية حزينة دامعة، تسهب في الرثاء وتعزيز البلاء. ولن تجد في المنشور المسمى إبداعا بأنواعه، ما يبعث الأمل ويحث على صناعة الحياة.

الدراسات، الخطابات، القصائد والمقالات، جميعها تتناوح  على إيقاعات نكبوية، إنكسارية، هزائمية، ولا تجد فيها روح التحدي والمجابهة والإصرار على أن نكون، وننطلق في فضاءات عصر خلاب.

أمثال هذه التوجهات غير موجودة عند أمم الدنيا الأخرى، فهل وجدتم بكائيات، ألمانية، صينية، أو يابانية؟

المجتمعات تتعرض للويلات والتداعيات وتحتلها قِوى وتفعل بها ما تفعله، لكنها لا تستكين وتنطمر في مآسيها، بل تتجاوزها إلى غدٍ ترسمه لأجيالها، وتعبّر عن جوهرها وقوتها وقدرتها على تجاوز المحن والنواكب.

الأمم التي تألقت في عصرنا تعرضت لأشد مما تعرضت له دول الأمة، وعانت القهر والحرمان والإستلاب والإحتلال، ونهضت رغم الداء والأعداء، وتجاوزت القمم الشماء.

ترى لماذا يتم تسويق السوداوية، والعدمية في ديارنا؟

أين إيماننا وثقتنا بأنفسنا وقدراتنا الحضارية؟

هل أنها الإفتراسية الفاعلة فينا؟

لا يمكن الجزم بأيٍّ منها، غير أن السائد يؤكد بأننا نناهض وجودنا، ونجتهد في سلوكيات التدمير الذاتي والموضوعي، وكأننا منومون، ومترنحون في حانات التضليل والغياب المبيد.

فهل من أقلام تكتب بمداد سعيد؟!!

وهل من كلمة طيبة!!

و"القلم شجرة ثمرتها الألفاظ"!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم