أقلام حرة

صادق السامرائي: النوبليون لا يعرفون!!

النوبليون هم الحاصلون على جائزة نوبل، وذات يوم إلتقيت مع أحدهم وكنت أحاوره، وعندما طرحت عليه سؤالا عن طبائع الأفكار، حدق بوجهي متعجبا وقال: هل تتصورني أعرف كل شيئ؟

أدهشني جوابه، ووجدت من الغفلة والسذاجة أن نعتقد بأن أي شخص بمفرده يحيط بالعلوم كافة، أو يمكن تسميته بالعلاّمة.

تذكرت ذلك وظاهرة أنا أعرف، أنا أعلم، من السلوكيات الفاعلة في مجتمعاتنا، والتي منعت تفاعلاتنا الإيجابية وأصابتنا بإنهيارات متنوعة .

فكل منا يحسب نفسه مدينة علم ومعرفة، وهو فحل توت في بستان وجيعنا.

وعندما تتساءل أين "والله أعلم" في خطب المتأدينين، يأتيك الجواب بأنها تحت التراب، فالرحمة على الذين كلما إزدادوا علما عرفوا كم أنهم يجهلون، فالبحر مداد أعرف العارفين، ومنبع الكون المتسع الرحيب.

العاهة المروعة الفاعلة في دنيانا والمعوقة لمسيرتنا وتطلعاتنا، أننا نعلم، ولا نتعلم، والدنيا في مارثونات معرفية وتعليمية تسابق اللحظات، فالمجتمعات التي تعلمت تطورت وتألقت، والصين مثال ساطع أمامنا إذ إنطلقت من قيعان الفقر والأمية إلى ذرى العلوم التكنولوجية المعاصرة، ففعّلت عقول المواطنين، وأطلقت الطاقات الإبداعية ووفرت لها الرعاية والحماية والتحفيز.

فلن نتفدم إذا لم نتعلم، فالعلم مفتاح الفرج!!

بعلومٍ نرتقي نحو الأعالي

فتعلّم لا تعش فيها حزينا

أ ببهتٍ قد سجنا وانتهينا

تبّعا نسعى، عليهم إعتمدنا

كلما جئنا لخيرٍ إندحرنا

ولشرٍ من هوانٍ إرتضينا

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم