أقلام حرة

صادق السامرائي: شرعنة المحظورات!!

الأديان من الأخطار البشرية، لأنها الأداة اللازمة لتحرير ما تشتهيه النفوس الأمّارة بالسوء، وربما تكون  مخترعات، لأنها ما حققت العدل والحرية والسلامة الإنسانية، ومرّغت أطهر القيم والمعاني في أوحال الهوان والتنكيل.

بإسم الأديان تُرتكب الفواحش وتصبح قوانين الغاب مقدسة، وبإسمها تزداد الجرائم والخطايا والآثام، التي تجد لها منافذ للتوبة والتطهير بفعالية طقوسية مخادعة، فتتنوع أساليبها وغايتها واحدة، وبموجب إرادة الأديان وجوهر منطلقاتها، تكون المجتمعات المبتلاة بما هو ديني في أخفض حالات الإقتدار.

ويحدثنا التأريخ بأحداث عديدة عن كيفيات النيل من الفضيلة وسيادة الرذيلة بإسم الدين.

وعندما يتحول الدين إلى حركات سياسية وأحزاب ومجاميع، فالجرائم تبلغ ذروتها وتحقق أبشع ما يمكن حصوله، فمحاكم التفتيش تحمل أدلة دامغة على ذلك ، والحروب الصليبية والصراعات بإسم الدين بأنواعها.

ولا يمكن تنزيه الدين من الإثم المبين، فالدين يقتل أبناء الدين بإسم الدين، وينشر الفحشاء والمنكر بإسم الدين.

وفي الزمن المعاصر، هناك العديد من الأحزاب المؤدينة، التي نشرت الفساد والظلم والقهر والإمعان بتدمير الأوطان والمواطنين، والتفاخر بالحكم بالحرمان والنهب والسلب ومصادرة حقوق الإنسان.

وفي بعض المجتمعات صار الفساد دستورا ومناهجَ  وقوانين، والنيل من إبن الوطن كطقس عظيم للإيمان القويم.

وهكذا فالأديان توفر للبشر ذرائع لإرتكاب الخطايا بقلب سليم، وكلما إزداد البشر تدينا، صار متوحشا، وتفاعلاته إنعاكسية شرسة كأنه الحيوان الكاسر الذي مرت أمامه فريسة بلا مخالب وأنياب، وتلك حقائق مريرة فاعلة في دنيا البشر، ولا من مفر!!

و"كل ممنوع مرغوب"!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم