أقلام حرة
صادق السامرائي: رثاء واستياء!!
أقلامنا تخط بمداد الرثاء والاستياء على مر العصور، ولا تزال في أوج تعبيراتها البكائية وإبداعات الندب والقسوة على الذات والموضوع.
دموع دموع، إيقاع تفاعلاتنا دامع حزين، يفوح منه الأسى والأنين، ولا توجد كوة للفرح أو نافذة لدخول أنوار الحياة إلى دياجير مآسينا.
ثراء وخواء، ومعاشر مساكين وفقراء، يعيشون بإملاقٍ وعناء، وبعض يثرى ويبني كروشا، وأكثرية جائعة تستجدي العطاء من سراق حقوقها الأجلاء.
إستياء إستياء وما آمن من خوف ولا أطعم من جوع، بل أسهم في تعاظم البلاء.
نعمتنا نقمتنا، صناديق ثرواتنا تنانير لسجرنا، معتقداتنا تفرقنا، قبليتنا تقودنا، وفرقتنا وسيلتنا للتباهي بوجودنا المتهالك الأبعاد.
يقولون الإستياء والرثاء لسان حالنا، ولا يمكننا أن نأتي بما ليس فينا، والحقيقة أننا قتلنا ما عندنا وإستحضرنا الأدغال من بلدان الآخرين، فمات زرعنا وتنامت أدغال الهيمنة على حياتنا، فأصبحنا نتوجع من الأشواك التي تحاوطنا وتنغرز في بصائرنا، فذهبت عقولنا، وتسيّدت نفوسنا الأمّارة بالسوء والبغضاء، وهي منبع إبداعاتنا، ومداد أقلامنا الأليمة.
لماذا لا نتحدى ونتوثب، ونتمسك برؤى وتصورات مشتركة ترعى مصالحنا، وتعين أجيالنا على بناء الأفضل، والتفاعل المعاصر مع دول الدنيا التي خرجت من شرانقها الصفراء؟
تساؤلات كثيرة والإستياء أمير والرثاء قدير، ومن العجب أن إبداع الإستياء مرغوب، وقول الرثاء محبوب، ذرف الدموع مطلوب، وكل ملمة برروها بما هو مكتوب، والأيام أظهرت قولهم الكذوب، فالملمات يصنعها الشعب المغلوب، الغاطس بالذنوب!!
رثاءٌ واستياءُ مستدامُ
وبعضٌ في تفاعله الخصام
دموع مسيرنا طفحت وفاضت
يبررها التتحامل والحطام
فرائسها لغيرٍ إستكانت
مجندةً يعززها انتقامُ
***
د. صادق السامرائي
4\11\2025







