أقلام حرة

علي حسين: لماذا غابت حنان الفتلاوي؟

إذا كنت مثلي مجبراً رغم أنفك، على سماع أخبار هذه البلاد العجيبة، فإن هناك جيشاً قوامه العشرات من المدونين، يشن حملة ضد محامية ذنبها الوحيد أنها دافعت عن قانون الأحوال الشخصية، ففي ليلة وضحاها تحولت هذه المحامية إلى سارقة للمال العام، وأنها السبب وراء أزمة الكهرباء، وهي المسؤولة عما يجري في المنطقة من حروب وصراعات.. وإذا أردت أن تعرف السبب ستجده في الأموال التي تدفع لهؤلاء المدونين.

في مقابل هذه الهجمة الشرسة ضد كل من يرفض ألاعيب مجلس النواب وحماسه المنقطع النظير لإقرار تعديلات الأحوال الشخصية، وإصرار البعض من النواب على تصوير القضية على أنها نصرة للدين ضد الكفار من المدنيين والعلمانيين، شاهدنا كوكبة شجاعة من النائبات العراقيات يقفن ببسالة ضد مخططات البرلمان، كما فضحن ما فعلته رئاسة البرلمان من تزوير في جمع التواقيع..خطوة شجاعة استطعن بها تسليط الضوء ما يجري من الالاعيب داخل قبة البرلمان.. وأنا أشاهد صورة النائبات بحثت عن السيدة النائبة حنان الفتلاوي التي بح صوتها ذات يوم من أجل الدفاع عن المرأة السعودية وذرفت الدموع على احوال المراة البحرينية.. حتى أنها قالت ذات ليلة تلفزيونية: "لازم السعودية تسويلي تمثال".. أعتذر لأنني أعيد عليكم حكايات السيدة حنان الفتلاوي وبحثها عن مظلومية المرأة العربية، رغم أن السيدة النائبة للأسف تنسى في زحمة البحث عن أخبار الامتيازات أنها كانت ولا تزال، تبشر كل يوم بالخير الذي ينعم به العراق وبالتنمية الطافحة، وببغداد التي ينافس فيها عبعوب مدينة طوكيو.

نسوة العراق وقفن بكل صلابة وشجاعة ضد طغيان القوى الحاكمة وجبروتها وصرخن صرخة عراقية حرة: لا.

الـ"لا" التي أطلقتها بعض النائبات أعادت لنا الأمل بأن في العراق سياسيين شجعان. ففي عتمة الانتهازية السياسية وألاعيب القرقوزات لتشويه صورة المرأة العراقية وفي ظل مخطط شديد لتسفيه دور المرأة، تأتي نسوة ناصعات الضمير، يتحدثن فتشعر بنبرة الصدق تشرق في ملامح وجوههن فتصدقهن الناس، ليبعثن جذوة الحياة في برلمان يراد له أن يتحول إلى سوق للمساومات السياسية.

منذ سنوات وجمع من النواب يصرون على إعادة الاعتبار لزمن الحريم وتسعى رئاسة البرلمان المؤقتة على إجبار اعضاء البرلمان على التصويت على قرارات لا علاقة لها بحياة الناس، ومنها قانون الاحوال الشخصية، الذي يشكل صداعًا دائمًا لبعض الاحزاب، فقررت التخلص منه

بالتأكيد أن حنان الفتلاوي ومعها العديد من النواب سيشتعلون غيظًا وغضبًا، من نائبات قررن ان يتخذن موقفًا شجاعًا،يكشفن نت خلاله للمواطمن العراقي أن حبل الخداع والانتهازية قصير، ففي نهاية الأمر على النائب أن يختار في أي معسكر يقف.. وتلك هي المشكلة التي تواجه معظم العديد من نوابنا، لأنهم يلعبون على كل الحبال.

***

علي حسين

في المثقف اليوم