أقلام حرة

صادق السامرائي: هل الأحوال تتبدل؟!!

سؤال يواجهنا كثيرا، فنشاهد حالات قد انقلبت من حال إلى حال ونقول:

"سبحان مغير الأحوال "!!

من عجائب المخلوقات أنها تولد وفيها خارطة مسيرتها، فهي تمضي وتسخر طاقاتها لتأمين ما يعتلج فيها من نداءات.

ويمكن القول أن في المخلوقات موروثات جينية تدفعها للقيام بهذا الفعل أو ذاك.

ربما سيقول البعض، تريد القول بأننا مسيّرون، ليس كذلك، إنها تفاعلات محتدمة بين ما فينا وما نريده، ونتيجتها تكون غير متوقعة، أو متخيلة.

ذات مرة سألت استاذنا وكان من العلماء المشهود لهم بحقل إختصاصه، فقال أن ما فينا يقودنا إلى حيث سنكون.

وتتوالى أمامنا مشاهد أشخاص تحولوا إلى حالات أبعد مما يتوقعه منهم الآخرون، وفي التأريخ شواهد عديدة، كما أن الحاضر يزدحم بأكثر من شاهد.

هذا يبدأ من لا شيئ ويصبح أثرى رجل في العالم، وذاك في زمن مراهقته يتحدى أكبر الشركات ويصرعها، وغيره يستثمر بفكرة قد تبدو بسيطة فيحوّلها إلى مشروع لا يُضاهى في أرباحه، وآخر يريد الإستيطان في المريخ، وغيره صار في ليلة وضحاها عنوانا للسلام والحكمة والعقل، بعد أن عاش في ميادين سفك الدماء.

إن الأفكار لها أجنحة وتحلق في فضاءات وجودنا، وحالما تجد الدماغ المؤهل لإستثمارها ترتاده، وتنطلق في مشوارها للتواصل مع الحياة التي تختزن جوهرها.

فالحقيقة المجهولة، أنها أفكار تتفتح، وتنطلق من شرنقتها، بعد أن وجدت الحاضنة الملائمة لصيرورتها، وبما أن أعداد البشر في تنامي، فأن قدرات الأفكار على التحقق ستزداد توافقا مع زيادة أعداد الأدمغة القادرة على تمثلها، والإنطلاق بها إلى آفاق مدياتها المطلقة.

الفكرة لا يعنيها مَن هو الشخص الذي ستستسلم لإرادته، مادام لديه دماغ يستوعبها.

ولهذا فلا يوجد شيئ مستغرَب، والعجيب أن نستغرب !!

" ومهما تكن عند امرىءٍ من خليقةٍ.... وإن خالها تخفى على الناس تُعلمِ"!!

وما فينا يوافينا!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم