أقلام ثقافية
نايف عبوش: الإبداع.. بين الحس المرهف والتأمل في ربوع المكان
الإبداع موهبة خلاقة، تتيح للإنسان الملهم، القدرة على إنتاج أفكار جديدة، وصياغة معطيات مبتكرة، يثيرها الحس المرهف للموهوب، وتأمله في ربوع المكان، في اللحظة، لتنثال عطاءات وجدانية إبداعية متوهجة، وماتعة.
ولعل الحس المرهف، بما هو القدرة على استشعار الجمال، وتفاصيل الأيحاءات الدقيقة في المرئيات، عندما يكون الإنسان متوقدا حسا، هو ما يجعله أكثر شفافية، وقدرة على ملاحظة تفاصيل الأشياء، التي قد يغفل عنها الآخرون في اللحظة، ولعل هذا هو السر الذي يكمن وراء ابتكار المبدع، أفكارا جديدة، غير مطروقة.
وتجدر الإشارة الى ان التأمل في ربوع المكان، هي عملية تفاعل وجداني مع ربوع البيئة المحيطة، الأمر الذي يتيح للإنسان المتطلع، فرصة التفكير والغوص في أعماق مرئيات أشياء، وعناصر تلك الربوع. فعندما يتأمل الإنسان في جماليات عناصر الطبيعة، يكون أكثر قدرة على رؤية، واستكناه الجمال الكامن في ربوعها، جبالا، او وهادا، او انهارا، او غابات، او فضاءات مفتوحة الٱفاق، وهذا ما يحفزه على استحضار صور لامتناهية في مخياله، ويمكنه من تطوير أفكار إبداعية، تنثال نتاجات باشكال متعددة. ومن هنا تبرز العلاقة الوثيقة بين الإبداع، والحس المرهف للمبدع، وتأملاته الوجدانية الثاقبة في ربوع المكان، وانعكاساتها المباشر في عملية استيلاد نتاجاته الإبداعية.
فلا شك ان الإنسان عندما يكون حساسا وجدانيا، ويتأمل في جماليات الطبيعة، سيكون أكثر قدرة على ابتكار أفكار جديدة، وصياغة نتاجات غير مطروقة، لنجد، على سبيل المثال، ان الفنان الذي يتأمل في الطبيعة، ويستشعر الجمال في عناصرها، ويستلهم ايحاءاته بعمق في تفاصيلها، سيكون أكثر قدرة على إنتاج أعمال فنية إبداعية، كما نجد ان الكتاب، والادباء، والشعراء، الذين يتأملون في الطبيعة، ويغوصون في أعماق تفاصيل الحياة اليومية، ويستشعرون الجمال في اروقتها، غالبا ما يكونون أكثر قدرة على كتابة، روايات، وقصص إبداعية، وقصائد عصماء، وسرديات ماتعة.
وهكذا إذن يكون الإبداع هو موهبة خلاقة، تتيح للإنسان إنتاج أفكار جديدة، ومبتكرة، في حين أن الحس المرهف، والتأمل في ربوع المكان، هما عاملان مهمان، في تعزيز، وتعميق، خاصية موهبة الإبداع، عند الإنسان .
***
نايف عبوش






