أقلام حرة

رعد الدخيلي: قراءة في تداعيات الوعي السائب

ذُكِرَت في كتاب"بروتوكولات بني صهيون" الذي تداولناه في شبابنا أمورٌ كثيرة.. ومما ذكره بنو صهيون قولهم: منا ماركس ومنا فرويد ومنا دارون.

نفهم من ذلك المعنى؛ أن هذه النظريات وإن هي صحيحة، لكنها تسمى نظرية العامل الواحد، وليست نظرية العوامل المتعددة.. والتي تسمى بالنظرية العلمية..

والحالة هذه؛ فلا يمكن أن تكون نظرية عامل واحد مؤثر في حياة المجتمع هي النظرية العامة.. كما في عقيدة الشيوعيين.. التي تجعل العامل الإقتصادي فقط؛ هو المؤثر الرئيس في حياة الفرد والمجتمع، وكذلك "فرويد" الذي يعتبر العامل السايكولوجي هو العامل الوحيد، وكذلك "دركهايم" الذي يرى العامل الجغرافي المؤثر في حياة الفرد والمجتمع.. مع أنها كلها نظريات صحيحة، لكن ليست بعاملها الوحيد.. بل بالعوامل المتعددة، فالعامل الإقتصادي مؤثّر في حياة الفرد والمجتمع، والعامل النفسي مؤثّر في حياة الفرد والمجتمع، والموقع الجغرافي مؤثّر أيضا..

لكن؛ أن يصر أصحاب هذه النظريات على اعتبار العامل الذي به يعتقدون هو العامل الوحيد دون العوامل الأخرى.. هنا يبدأ خطر تدمير وتحجيم عقل الفرد وعقول المجتمع.. من خلال تبني تنظيمات سياسية؛ تقود المواطن والدولة بهذا الإعتقاد التدميري للوعي العلمي البشري العام..

هذا من حيث الطروحات الدنيوية، أما من حيث الطروحات الدينية.. فقد روّجت وكالات المخابرات الغربية إلى تنظيمات دينية مخالفة لجوهر الدين.. منذ عام ١٧١٠م؛ عندما أرسلت المخابرات البريطانية عشرةَ من رجالها إلى منطقة الشرق الأوسط.. إلخ ما ورد في كتاب "مذكّرات هامفر" المعروف للكثير من المتابعين..

من هنا نفهم الحقيقة.. عندما ندرك ماذا يعني تسلّط اللّوبي الصهيوني على القرارات السياسية الغربية.

و الذي أريد أن أفيد به من وراء هذه الجولة؛ هو تحذير شبابنا المتهوّر بالإنجرار وراء حركات أو تنظيمات أو أحزاب دينية أو دنيوية؛ أن ينتبهوا ويعوا ويدققّوا كثيراً قبل الوقع في شباك المخططات الصهيونية التي تسعى إلى أن تجعل منهم أدوات تدميرية للأمم من داخلها وهويتها.. لكي تؤثّر أكثر من تأثير الآتين من خارج الحدود.. بعناوين الإصلاح والتقدم والتغيير والثورة على الظلم والجور كذبا!..

وسوف لن يكتشفوا خيط الدخان هذا الذي كانوا يجرون خلفه؛ إلّا وقوع الكارثة وحصول الخيبة.. بعد انقضاء أجمل وأفضل مرحلة من مراحل عمرهم.. عمر الشباب.. عمر البناء والعطاء، فيقعدون ملومين محسورين في خريف العمر، الذي تنهار فيه الطاقات البشرية.. سيراً إلى شيخوخة الرحيل !!!!

وﷲُ من وراء القصد؛؛؛

***

رعد الدخيلي

 

في المثقف اليوم