أقلام حرة

صادق السامرائي: نجمع ما لا يُجمع!!

الكلمات كائنات حية  تصنع وجودا متماسكا له كيانه المتميز، وهي مثل خلايا الأبدان  المتفاعلة، وفقا لمنظومة حياتية ذات قيمة مكانية، وصيرورة تواصلية مع ثوابت كونية مؤثرة في مسيرة المخلوقات الأرضية.

هذا الكائن الكلماتي تحقق العبث بذاته وجوهره، فتجدنا أمام مشاريع إلصاقية موجعة، تضع الكائن الكلماتي  في غير مواضعه، وتُحدث إضطرابا تعبيريا مؤلما.

الكلمات تتزاوج وتتآوى إلى بعضها، ولا تتنافر وتتقاتل، لتصنع تعبيرا ممقوتا يوجع رأس القارئ، ويسمى إبداعا وحداثة، وكأن الوصول إلى سواحل العصر، تتطلب منا خلع ملابسنا والتخلص من جلدنا.

ونعرف أن أي مخلوق إذا فقد جلده سيموت.

فلماذا نسعى للتخلص من جلدنا  وتعرية ما فينا، بذريعة الحداثة، وما عندنا منها شيئ.

هل نطعم أنفسنا، ونصنع حاجاتنا، ولدينا إرادة سيادية وقدرة عسكرية وقوة ذات مقام.

الكلمات عليها أن تعبر عن الواقع لا أن تتوهمه، وكأنها في عالم آخر.

إن ما تنشره الصحف والمواقع فيه كثير من موجعات الرؤوس  بأساليب تدويخية  تنفيرية، خالية من الفكرة الصالحة والرؤية الإنسانية الطيبة.

إنها الكلمات تلعن نفسها، والعبارت المجوفة كأنها الخليط الغير متجانس لكنها إبداع!!

***

د. صادق السامرائي

2\7\2024

 

في المثقف اليوم