أقلام حرة

صادق السامرائي: الإعلام والإسلام!!

يبدو أن الإسلام صار دين هذا وذاك، وما عاد كما كان دين فرقان وسنة، ومن تنزيل الرحمن الرحيم.

ففي كل عصر تجد مَن يدّعي المعرفة بالدين ويُسمى فقيها، ويأخذ بالإجتهاد والتفسير والتأويل، ويوهم العامة بأن ما يأتي به هو الدين القويم.

وبتزايد أعداد الأعلام  تزايدت الأوهام وتعدد الإسلام.

حتى أصحاب المذاهب الأربعة، ما هم إلا بشر، وكل منهم أدلى بدلوه، وحَسِبَ ما جاء به عين الصواب وفقا لما عنده من معلومات، وما توصل إليه نسبي، إبن زمانه ومكانه.

فهذا حنبلي، مالكي، شافعي، حنفي وغيرهم الكثير، لكنهم سادوا لأغراض سياسية، فالكراسي بحاجة لمطية ذات دين، ولهذا تم إستعمال المذاهب لتأمين الحكم.

مثلما فعل المأمون  مع المعتزلة، وكذلك فعل الآخرون، بهذا المذهب أو ذاك، فالكراسي بحاجة لعقائد، والمذاهب وسائل للتقرب للحكام، كما يُقال منذ سالف الأزمان، وهي تجارة مربحة.

فالمذاهب إبداعات سياسية أكثر منها دينية، فيحكمون وفقا لهذا المذهب أو ذاك، ولا يحكمون وفقا لمعطيات العصر، ولا يمتلكون القدرة على سن عقد إجتماعي صالح للمجتمع والأمة.

فهل أن الدين قمع للحريات، ومصادرة لحقوق وقيم الإنسان؟

إن المذاهب والمدارس وما يتصل بها تناهض أبسط حقوق الإنسان، الذي خلقه الله بأحسن تقويم، وإذا به أسفل سافلين بسلوكه المشين.

فأين الدين، يا أمة إياك نعبد وإياك نستعين؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم