أقلام حرة

صادق السامرائي: مثالب المخترعات!!

لكل مخترع فعل سوء، فنوازع البشر تميل إلى أمّارة السوء التي فيها، وتخضع لإرادتها، وتسترشد بها لتأمين العمل السيئ المطلوب.

المخترعات معظمها أوجبتها الحاجة وتم تسخيرها لفعل الشر.

لو أخذنا الطائرة – على سبيل المثال -  إخترعها الأخوان رايت في 1903، وبعدها بسنوات إشتركت في الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918) وصارت تلقي بحممها على الناس.

وتجدنا أمام المبتكرات المعاصرة بأنواعها، نواجه إستخدامات شريرة لا تخطر على بال، وتتسبب بخسائر مروعة وفتاكة.

هذه المخترعات تحولت إلى نقمة على البشر، لأن العقول ذات قابليات عدوانية وتوظف قدراتها للإستثمار في الموجودات، التي تطوعها لغاياتها وتطلعاتها الهادفة للإضرار بالآخر.

حتى وسائل التواصل الإجتماعي تحولت إلى وبال على الناس، وتحقق العمل من خلالها لتوجيه الهجمات الإليكترونية على الدول المستهدفة.

فهل ما إخترعناه ينفعنا أم يضرنا؟

من الواضح أن نفعه أكثر من ضرره، لكن العقول تؤهله لتأمين الأضرار عندما تجد ذلك لازما، خصوصا في الحروب والتفاعلات العنيفة بين المجتمعات.

أي أن كل مبتكر يمكن تحويله إلى سلاح!!

وبتعدد المبتكرات تعددت الأسلحة  بدرجاتها التدميرية المتباينة، ما بين البنادق التقليدية والأوتوماتيكية وأسلحة التدمير الشامل.

إنها النزعات العدوانية المطمورة في أعماق البشر، تدفعه للمضي في دروب التفاعلات السلبية القاضية بسفك الدماء والمحق المبيد.

ويبدو أن زيادة المخترعات تتناسب طرديا ما زيادة أدوات الشرور، لتوفر الخيارات والعقول القادرة على تركيبها بما يصنع منها ما يؤذي ويضر.

وبموجب ذلك، فالمخترعات تتنامى والصراعات تتزايد، وتكون أكثر فتكا ودمارا، لأنها تستعملها في أتونها.

فهل بمخترعاتنا سننصرع.!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم