أقلام حرة

صادق السامرائي: الماوردي وميكافيلي!!

الماوردي هو أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي (974 – 1058) ميلادية، عالم إجتماع وسياسة وفقه، ومن القضاة البارزين، ولديه العديد من المصنفات،  أكد في كتابه (نصيحة الملوك)، على أخطار الوراثة وغياب المعارضة.

هذا الكتاب لم يقرأه خليفة أو سلطان أو حاكم عربي على مرَ العصور والأزمان.

وميكافيلي (1469 - 1527) ميلادية، مفكر وفيلسوف إيطالي في عصر النهضة،، صاحب كتاب (الأمير)، وفيه نصائح للملوك والحكام، والذي ربما قرأه جميع حكام العرب في القرن العشرين وساروا على هديه، وما عرفوا  الكواكبي. (1855 - 1903)، وهو رائد نهضوي ومفكر، ولا كتابه (طبائع الإستبداد).

ما يُراد الإشارة إليه أن الأمة لم تكن في غفلة وجهل، بل كان فيها العديد من المفكرين والمصلحبن والثائرين، ومنذ أول عهدها ببناء الدولة. وهذا الماوردي يقدم نصائحه قبل ألف عام، والكواكبي قبل أكثر من قرن، ولا مَن يصغي، لأن النفس الأمارة بالسوء هي التي تجلس على الكراسي المتسلطة على الناس، وتتخذ الدين وسيلة للحكم والنيل من المعارضين، وأصحاب الرأي.

ولا تزال الأمة تتخبط في موضوعات تُدفع إليها لتأمين مصالح الطامعين بها، فكتاب الأمير هو الدستور الذي تعمل بموجبه الكراسي ضد شعوبها، ولا عندها غيره.

فالقول بغير ذلك لا يجد أدلة وبراهين تسانده.

لو تأملتم أنظمة حكم دول الأمة في القرن العشرين،  فلن تجدوا ما يؤكد أنها إعتمدت على أنوار تراثية، ومعارف لمفكرين عرب قدامى ومعاصرين.

فالمطلوب هو العمل بموجب كتاب الأمير، ولا تحدثونا عن الفقه والشرع والأخلاق والأعراف، وما يتصل بها من إدعاءت لا رصيد لها في الواقع المُدان.

هل يوجد دليل على أن بعض أنظمة الحكم إطلعت على كتابي الماوردي والكواكبي؟

لو حصل ذلك لتبين أثره في المجتمع، وما يدور في أروقة الصحافة والإعلام، وبالمنجزات التي تعبر عن الأفكار المهضومة.

فالأمم لا تنهض إذا أهملت مفكريها، وتوهمت بأن الكراسي المتأسدة على شعوبها صالحة للحياة الحرة الكريمة.

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم