أقلام حرة
صادق السامرائي: الكتابة بمداد السراب!!
سئم الكتابة بالقلم وبالكيبورد، فقرر أن يغمس يراعه في دواة السراب، عله يأتي بما ينفع الناس، فما عاد يقرأ كلاما طيبا، فالخبيث يهيمن على المواقع والسطور.
فالخوف سلطان، والتجاهل أمان، والإبتعاد عن المواجهة وإظهار الحقيقة عدوان، فكن خنوعا تابعا، تتوشح بالسمع والطاعة والخذلان.
"ومَن هاب أسباب المنايا ينلنه.. وإن يرقَ أسباب السماء بسلّم"
راح يكتب في موضوعات هامشية إلهائية، لا تطعم من جوع ولا تأمن من خوف، مجرد هذربات على قرطاس الويلات، ورمال التداعيات المصنوعة من أشلاء ودماء الأبرياء، بعد أن مزقتهم قذائف المحق والعدوان المقدس على أبناء أمة أضاعت صراطها وأحرقت العنوان.
كما أنها أنكرت أبجديتها، وأتت بالغوابر لتستشهد بها على أنها من أصدع الأدلة والبراهين المكتوبة منذ آلاف السنين، وبأقلام العديد من المغرضين والموالين لأطماع ونوازع المتحاملين.
فلكي يتحقق التسويق وتنتشر كلماتك في الصحف والمواقع، عليك أن تتعلم صناعة الكتابات الفارغة، الخالية من الموضوع الجاد، الذي فيه بعض الإيجابية والنقد البناء المطالب بالخطو إلى الأمام.
قال القلم جف مدادي وتعطلت الأفهام، وتحولت الكتب إلى أكوام، تنتظر السجير في تنور الخيبات والتداعيات، لصناعة خبز الإلغاء المروع للهوية والذات والجوهر الأصيل.
فكل مَن يراها مات، وعاش الفراغيون وأصحاب النوايا السيئة، اللازمة لتطهير الواقع من الفضيلة، وضخه بمسوغات الرذائل وفتاوى الصلال والبهتان، فما عاد للقانون معنى ولا للدستور حضور، بعد أن تقدّست الأشخاص وصارت كلماتهم الضابط الفتان.
فهل بقي للأقلام دور في زمن الهذيان، وقوة التكنولوجيا ومطلق العدوان؟!!
***
د. صادق السامرائي